لم يكن اجتماع البدراوي وأنصاره بالشرقية لسحب الثقة من السيد البدوي عملا مفاجئا نتج عن إشكالية وقتية، ولكنه كان نتاجا لتحضيرات كثيرة بدأت بعد قفز السيد البدوي على مقعد رئيس الحزب رغم توصية اللجنة التي أجرت الانتخابات على رئاسة الوفد قد أوصت بإعادة الانتخابات، وقد ساهم البدوي بقراراته العنترية والفردية في تعظيم حجم الرفض له داخل الحزب، وقد دارت باجتماعات عديدة لبدراوي مع مجموعته مناقشات كثيرة حول تردي حال حزب الوفد على يد البدوي وتحويله من حزب معارض كبير إلى حزب مختلط؛ وبلا طعم؛ بل أصبح يضم فلول الحزب الوطني بمعرفة البدوي وهو ما أطلق عليه البدراوي لفظ الكارثة الكبرى والجريمة النكراء التي تلوث حزب الوفد، ويتعامل أنصار بدراوي معه بالفعل على أنه هو الأحق بالمنصب؛ وأن الانتخابات قد تم تزويرها؛ وقال البدوي الوفدي العتيد إنه الرئيس الشرعي للحزب والأحق بالمنصب من البدوي الذي يستخدم أمواله للوصول إلى طموحاته السياسية، وكانت اجتماعات البدوي بالحزب تشهد مناقشات عاصفة حول انضمام فلول الوطني المنحل لحزب الوفد وتجهيزهم على القوائم الانتخابية لأي انتخابات برلمانية قادمة بمعرفة السيد البدوي، ومن جهة أخرى كانوا يناقشون ما يفعله بدراوي ومجموعته لمجابهة البدوي، وقد نصح أنصار البدوي معالجة هذا الأمر حتى لا يتخذه بدراوي ذريعة له لاستمالة المزيد من أعضاء حزب الوفد إلا أن البدوي فاجأهم بتمسكه بفلول الوطني قائلا لهم: أنا لم أضم للحزب ناس أي كلام، ولكنهم مليونيرات وسوف ينفقون على حملة الحزب الانتخابية بالكامل في مختلف المحافظات، فإن كان لديكم بديلا بالوفد يفعل ذلك غيري فأنا لستُ على استعداد أن أواصل الخسائر في الجريدة التي خسرتني الملايين، وكذلك الحزب فدلوني عليه وأنا أطرد هؤلاء فورا، ويكفي ما أنفقه على الحزب والمرتبات والصحفيين فأنا لا أملك حنفية أموال، وتقول مصادرنا بالحزب إن البدوي قد انفعل حينما دارت المناقشات حول بعض الأسماء الفلولية بمحافظات بعينها وخاصة المنوفية وضم بعض أعضاء الوطني للحزب من أتباع أحمد عز نفسه مثل أمير الجزار، فقال إن أعضاء المنوفية بالذات مولوا حتى حملة الوفد برفض دستور مرسي وقد نجحوا في المنوفية، وكانوا أنشط من الوفديين أنفسهم، وحينما قيل له الكلام الذي يردده بدراوي ومجموعته من أنه الرئيس الشرعي للحزب قال البدوي: شرعية إيه وبتاع إيه هو مفكر نفسه محمد مرسي، ما خلصنا من الأفلام دي. هذا وسوف تفرز الأيام القادمة حجم اتساع حلقة الصراع بعد تأكيد البدراوي على رفض قرارات الحزب الأخيرة بحقه ومجموعته الإصلاحية؛ جراء قيامهم بعقد اجتماع لسحب الثقة من البدوي بالشرقية، وقال بدراوي إنه سيقاضي البدوي، فيما يبذل محمد شردي وآخرين مجهودات لإعادة بدراوي لمنصب سكرتير الحزب، ورأب الصدع خوفا من انهيار الحزب وإغلاق الجريدة التي يترأسها.