صدر المرصد العربي لحرية الإعلام تقريرًا حديثًا بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة رصد فيه معاناة صاحبة الجلالة بمصر وآلام الصحفيين المصريين وما تعرضوا له من قتل وأحكام بالإعدام وسجن ومنع وتنكيل وفصل من العمل الأمر الذي جعل العديد من المؤسسات الصحفية والحقوقية الدولية تدين واقع الصحافة في مصر وتعتبره من بين الواقع الأسوا في العالم . وقال التقرير في اليوم العالمي لحرية الصحافة تبحث الصحافة المصرية عن منقذ فلا تجد، وترفع صوتها بالاستغاثة فلا يسمح لها أحد، ويطارد الصحفيون ويحبسون وحتى يقتلون دون تقديم الجناة للعدالة، وبينما تركز الأممالمتحدة هذا العام على مسالة سلامة الصحفيين ولاسيما في المناطق التي تشهد اضطرابات فإن الصحفيين يتعرضون في مصر لمزيد من الملاحقات والاعتداءات أثناء تأديتهم لعملهم . وأضاف يأبى اليوم العالمي لحرية الصحافة أن يمر دون ألم جديد على الصحافة المصرية ، حيث قتل خلال الشهور الخمسة الماضية صحفي ومصور ، الأول : قتل داخل مصر وهو شريف الفقي ، والثاني :خارجها وهو محمد جلال ليلحقا بعشرة صحفيين سبقوهما على الدرب، دون أن يعاقب أي ممن قتلتهم، وليحبس منذ مطلع هذا العام 7 صحفيين جدد بالمخالفة للدستور المصري ذاته ليرفعوا عدد السجناء إلى 109 صحفي وإعلامي دون أن يجدوا من ينقذهم من غياهب السجون. وتناول التقرير أحكام الإعدام والتي تعد الأولى من نوعها على زملاء صحفيين قائلا ” قبل أقل من شهر من الاحتفال بذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة حكمت محكمة مصرية يوم 11 أبريل 2015 على أحد الإعلاميين بالإعدام وهي المرة الأولى التي يحكم فيها بالإعدام ضد إعلامي في مصر وحكمت لأول مرة أيضا في التاريخ المصري بالسجن المؤبد على 15 صحفيًا آخر جريمتهم هي نشر الأخبار والصور والفيديوهات لاعتصام سلمي جرى في العام 2013 تنديدًا بالانقلاب العسكري الذي وقع في 3 يوليو 2013، وإلى جانب القتل والإصابات والحبس شهدت الشهور الماضية المزيد من القيود على حرية الإعلام، وإغلاق بعض الوسائل الإعلامية أو مداهمتها أو وقف برامج على خلفيات سياسية، ولعل الحالة الأبرز هنا هي إغلاق قناة رابعة الفضائية التي تبث من تركيا بضغوط مصرية على إدارة القمر الصناعي يوتل سات وذلك يوم 30 إبريل 2015 ، وسبقها إغلاق قناة سوريا الغد التي تبث من مصر، وفي المقابل أيضا تعرضت مدينة الإنتاج الإعلامي التي تحتضن غالبية القنوات الخاصة لتخريب متعمد لبرجي الكهرباء المغذيين لها. وحول بعض الإيجابيات مؤخرًا قال التقرير أنها محدودة وليست كما كان متوقعًا خاصة بعد وصول يحي قلاش إلى منصب نقيب الصحفيين والذي تم اختياره نظرا لبرنامج الحريات الصحفية الذي طرحه أثناء حملته الانتخابية ومضى التقرير يقول في هذا السياق “على الرغم من ظهور بعض الإيجابيات مثل تبرئة مصور شبكة يقين أحمد جمال زيادة بعد 487 يوما في السجن، والإفراج عن 3 من صحفيي الجزيرة الإنجليزية إلا أن المحزن أن الإفراج لم يكن نهائيا بل ظل الزملاء على ذمة محاكمة جديدة تجري فصولها حاليا وتخضع مجددا للتقلبات السياسية، كما شهدت نهاية الربع الأول للعام تطورًا إيجابيًا لصالح حرية الصحافة بانتخاب نقيب جديد للصحفيين تبنى في برنامجه الانتخابي وحملته الانتخابية قضية الصحفيين السجناء والدفاع عن حرية الصحافة إلا انه لم يتمكن من تحقيق أي تقدم يذكر في هذا الملف حتى الآن بعد سلسلة من اللقاءات والاتصالات بينه وبين أسر الصحفيين السجناء من جهة وبينه وبين أجهزة الدولة من ناحية أخرى، وهو ما يؤكد أن هذه الأجهزة لاتزال مصممة على نهجها القمعي ضد حرية الصحافة . ودعي المرصد جميع المنظمات العاملة في مجال حرية الصحافة محليًا ودوليًا لبذل الجهد الكافي لتوثيق هذه الانتهاكات، والضغط على السلطات لوقفها، والتعهد بعدم تكرارها، ومن جانبنا فإننا مستعدون لإتاحة ما لدينا من معلومات لمن يطلبها نصرة للحق والحقيقة وحقوق الإنسان وحرية الصحافة .