جدّد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الدكتور موسى أبو مرزوق، التأكيد بأنّ الحركة لن تعترف بشرعية الاحتلال الصهيوني "تحت أي ظرف كان"، وشدّد على تمسك "حماس" بالمقاومة، كخيار التفّ حوله الشعب الفلسطيني، من أجل دحر الاحتلال واسترجاع الحقوق المغتصبة. ولفت الدكتور أبو مرزوق النظر إلى أنّ الشعب الفلسطيني "بصموده الأسطوري ومقاومته الباسلة أسقط نهج التسوية ومزّق الاتفاقيات المجحفة بحقه"، وقال إنّ القضية الفلسطينية "في مرحلة انكفاء عن خط لم يكن بالمطلق يخدم شعبنا أو يؤدي إلى مصالحه أو يثبّت من خلاله حقوق هذا الشعب"، وقال "نحن في مرحلة تصحيح لواقع سياسي مضى، سواء من خلال الاعتراف بالكيان الصهيوني أو من خلال تصحيح الاتفاقيات التي وُقعت، فنحن في هذه المرحلة في مرحلة تصحيح تاريخي"، مشيراً بذلك إلى نهج التسوية والاتفاقيات التي وقعت مع الكيان الصهيوني. كل من يمنع المساعدة .. مشارك في الحصار الظالم جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظّمتها حركة "حماس" في مخيم السبينة للاجئين الفلسطينيين، الواقع على بعد سبعة كيلومترات إلى الجنوب من العاصمة السورية دمشق، والذي يبلغ عدد سكّانه نحو 35 ألف لاجئ فلسطيني، اليوم بعد صلاة الجمعة (17/11). حيث ألقى الدكتور أبو مرزوق كلمة استعرض فيها الأوضاع الراهنة التي تمرّ بها القضية الفلسطينية، وذلك بحضور حشد غفير من أبناء المخيم. وانتقد الدكتور أبو مرزوق في كلمته بشدة، الأنظمة العربية التي "تمارس الحصار على الشعب الفلسطيني وتمنع عنه كل معونة ومساعدة من شأنها أن تعزِّز صموده في وجه الحصار الصهيو أمريكي، وتمكنه من مواصلة مقاومته الباسلة"، واعتبر أنّ "كل من يمنع المساعدة والمعونة؛ مشارك في الحصار الظالم والجائر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني"، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ العرب سيبقون هم "العمق الاستراتيجي للشعب الفلسطيني ولقضيته الوطنية". يطالبون الضحية بالاعتراف بجلاّدها وأعرب أبو مرزوق عن دهشته من مطالبة بعض الأطراف الدولية للحكومة والفصائل الفلسطينية بالاعتراف بالكيان الصهيوني، في الوقت الذي يتنكّر فيه الكيان للحقوق الفلسطينية، وفي الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال عدوانها الوحشي على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقال "يطالبون الضحية بالاعتراف بجلاّدها، غير أنهم لم يطالبوا الجلاد بالاعتراف بحقوق الضحية أو بعضاً من حقوقها". وأشار نائب رئيس المكتب السياسي ل"حماس"، إلى أنّ هناك اعترافاً غربياً بفشل المراهنة على إسقاط الحكومة التي شكّلتها الحركة، وقال إنّ كل ما بُذل لإشعال فتنة داخلية قد فشل، والحصار لم يقلب الشارع الفلسطيني على الحكومة، بل على العكس فقد زادت شعبية "حماس" في أوساط شعبها. مباحثات تشكيل حكومة الوحدة تسير بشكل جيد وفيما يتعلق بالمباحثات الجارية الآن لتشكيل حكومة وحدة وطنية؛ أوضح الدكتور أبو مرزوق أنّ هناك لجنة للمفاوضات بين حركتي "حماس" و"فتح"، وهي تدرس الآن تفصيلات الحكومة المقبلة وتمثيل الكتل البرلمانية والمستقلين والحركتين، وقال "إنّ الأمور تسير بشكل جيد، وإن كان الربع الأخير هو الأهم". وذكّر أبو مرزوق بأنّ حركة "حماس"، طالبت منذ فوزها في الانتخابات التشريعية بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، منوهاً بأنه لا يمكن لفصيل لوحده أن يتحمل مسؤولية القضية الفلسطينية، وأكد في الوقت ذاته وجوب أن يتحمل الشعب الفلسطيني بكافة فصائله وقواه الوطنية مسؤولية التصدي للاحتلال الصهيوني، مشدداً على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وتوحيد الموقف الوطني. كما لفت القيادي الفلسطيني البارز النظر إلى معاناة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، في ظل العدوان الصهيوني المتواصل، وفي ظل مواصلة قوات الاحتلال عمليات الاستيطان وإقامة الجدار في الضفة. تغير في الموقف الأوروبي وأشار نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إلى أنّ هناك تغيراً في الموقف الأوروبي إزاء القضية الفلسطينية، منوهاً بأنّ المبادرة الأوروبية التي رفضتها الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني، هي "خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها ليست بالكافية". وجدّد الدكتور أبو مرزوق مطالبة الحركة ب "إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل مؤسساتها على أرضية "تفاهمات القاهرة، وبما يمكِّن من إعادة المشروع الوطني إلى مساره الصحيح، وبما يكفل مشاركة جميع أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجدهم المشاركة في صنع القرار الوطني". وفيما يتعلق بالجندي الصهيوني جلعاد شاليط، الذي أسرته المقاومة الفلسطينية قبل عدة أشهر في قطاع غزة؛ فقد شدّد أبو مرزوق على أنه لن يُفرج عن هذا الجندي سوى بصفقة تبادل للأسرى تكون بشكل متزامن، مذكراً بمعاناة أكثر من عشرة آلاف أسير فلسطيني في السجون الصهيونية. وفي نهاية الندوة أجاب الدكتور أبو مرزوق على مداخلات أهالي المخيم وتساؤلاتهم، والتي تمحورت حول سبل تعزيز المقاومة، وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وإعادة بناء منظمة التحرير، وحق العودة.