يتجه زعماء الاتحاد الأوروبي للتراجع عن تقليص عمليات الإنقاذ في البحر المتوسط في محاولة لمنع غرق أعدادا قياسية من المهاجرين أثناء محاولتهم الفرار من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا. لكن قمة الاتحاد الأوروبي الطارئة في بروكسل التي جرت الدعوة إليها بعد غرق ما يصل إلى 900 شخص كانوا على متن سفينة واحدة يوم الأحد لن تفعل شيئا يذكر آخر أبعد من طرح الخيارات بما في ذلك الهجمات على المهربين وإقامة مخيمات للمهاجرين وهو أمر يثير الانقسام بين دول الاتحاد المؤلف من 28 دولة. وقال دبلوماسي بارز "بأفضل عزيمة في العالم.. هذه المشاكل غير قابلة للحل"، مشيرا الى الفجوة الهائلة في مستويات المعيشة بين شمال وجنوب البحر المتوسط. واضاف "يمكننا فحسب تقليل الضرر". ولم ينج سوى 28 شخصا فقط من كارثة يوم الاحد التي تعد على ما يبدو الأسوأ على الإطلاق التي يتعرض لها المهاجرون الفارون بحرا إلى أوروبا قادمين من شمال أفريقيا. وأقيمت جنازة مؤثرة بطقوس عدة أديان في مالطا على 24 من الضحايا وهم كل من تم انتشال جثثهم حتى الآن من السفينة التي يعتقد أن كثيرين ممن لقوا حتفهم مازالوا محاصرين أسفلها. وقال الإمام محمد سعدي إن ما حدث يجب أن يزيد الوعي بمحنة المهاجرين في حين دعا الأسقف ماريو جريش إلى العمل بدافع الحب وليس القانون فحسب. وقال "يمكننا أن نستمر في قراءة القوانين مثل المحامين لكن هذا لا يكفي". ويتضمن مشروع بيان للاتحاد الاوروبي من المتوقع أن يصدر حوالي الثامنة (1800 بتوقيت غرينتش) 13 مقترحا للتعامل مع الضغط الناجم عن محاولة مئات الآلاف الوصول إلى أراضي الاتحاد الذي يصعد فيه نجم الأحزاب السياسية المعادية للمهاجرين. لكن النقطة الاولى فحسب الخاصة "بتعزيز وجودنا في البحر" والتي تتضمن مضاعفة التمويل "إلى المثلين على الأقل" وتعزيز الوجود البحري هي التي ستنفذ على الارجح قريبا. وكانت إيطاليا أوقفت العام الماضي مهمة انقاذ بحرية أنقذت أرواح أكثر من مئة ألف مهاجر لان الدول الاخرى في الاتحاد الاوربي رفضت تمويلها. وحلت مكان المهمة بعثة أصغر ركزت على أعمال الدورية على حدود دول الاتحاد بعد أن قالت دول ان انقاذ المهاجرين يشجع المزيد على القيام بالرحلة. ويقول مسؤولون في الاتحاد الاوروبي انه بمجرد ان يبدأ الزعماء في تقديم تعهدات بالمساعدة في القمة التي بدأت أمس الخميس فان الزيادة الاجمالية المعلنة قد تكون اكبر. لكن المشكلات العملية والقانونية والسياسية الناجمة عن القيام بعمل عسكري في ليبيا او اقامة "مراكز استقبال" في الخارج او حتى اعادة توزيع اللاجئين في دول الاتحاد الاوروبي مازالت بعيدة عن الحل. وقال دبلوماسي في الاتحاد الاوروبي "هذه مظاهرة سياسية"، مشبها اياها بجهود الاتحاد الاوروبي لطرح برنامج لمواجهة الارهاب بعد هجوم صحيفة شارلي ابدو في باريس. واضاف "هناك ظاهرة غير جديدة على الاطلاق لكن هناك حدثا مثيرا ونحتاج الى النظر في استراتيجيتنا".