ذكرت دراسة لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) أن الحرب في اليمن هي اختبار قاس للسعوديين وللإجماع العربي، وأن خروج السعودية إلى المعركة تضمن مستوى من المقامرة، وأن الرياض صارت غير قادرة الآن على أن تسمح لنفسها بالخروج خاسرة في صراع على عتبة بابها، وأنه من المحتمل أن تستدعي عمليّاتها العسكرية ردّا إيرانيّا مؤلمًا، من قبل الحوثيين أنفسهم أو من قبل غيرهم. وقالت الدراسة التي أعدها «يوئيل جوجنسكي» و«أفرايم كام» 18 أبريل /نيسان الجاري بعنوان: (الحرب في اليمن: اختبار للإجماع العربي) أن: «الاختبار السعودي في اليمن يتلخّص في تحقيق إنجاز عسكري يقود إلى تسوية سياسية، بحيث تستطيع المملكة أن تتعايش معها»، وأن «التسوية، التي ستعني خروج الحوثيين بنصف ما يتطلعون له من نفوذ ستكون ضربة لإيران في كل الاحوال، وربما تعطي دفعة للقوات التي تقاتلها في الساحات الأخرى (سوريا والعراق)». واعتبرت الدراسة الإسرائيلية أن العملية الجماعية بقيادة السعودية تعتبر إيجابية لصالح إسرائيل التي تريد تقليص النفوذ الإيراني في العالم، مشيره لأن «التهديد النابع من إيران غير متعلق فقط بجهودها في الحصول على السلاح النووي، وإنما أيضًا في سعيها الواضح لتصبح القوة الإقليمية الرائدة في المنطقة، ومن غير المستبعد، أن تساعد هذه العملية في إنشاء مصالح مشتركة بين إسرائيل والدول الأعضاء في التحالف السعودي». وفي تقييم المعهد الصهيوني لعمليات التحالف العربي في اليمن قال إنها «لا تزال في بدايتها، ولكن يمكن من الآن فعلا أن نستنتج نتائج أولية وأن نقيّم دلالاتها، وهي توحد الدول العربيّة في عملية عسكرية، للدفاع عن مصالحها، وهو إنجاز بسبب أن جهود إيران لاختراق الساحات المختلفة في أنحاء المنطقة وتوسيع نفوذها فيها، هو التهديد الأخطر بالنسبة لجزء من الدول العربيّة». وقالت أنه «إذا تُوّجت العملية العسكرية ضدّ الحوثيين وأنصارهم في اليمن بالنجاح، فمن الممكن أن تُشكّل بداية لعمليات عسكرية مشتركة في المستقبَل أيضًا.» التخلي عن الغطاء الأمريكي وأضاف المعهد: «كشف الإجماع العربي عن الاستعداد في تنفيذ عملية عسكرية كبيرة أيضًا دون القيادة الأمريكية، كما حدث في الماضي حتى عندما كان الأمر دفاعا عن المصالح العربية، حيث خرجت الحكومات العربية على رأس المعسكر لعدم وجود خيار آخر، وبعدما تشكّل في نظرها تهديد حقيقي وخطير على أمن بلدانها». وقال: «انتقلت الولاياتالمتحدة هذه المرة أيضًا إلى المقعد الخلفي، بسبب رغبتها في عزل المفاوضات التي تجريها مع إيران في الشأن النووي عن الصعوبات الأخرى والتوصل إلى إنهائه قريبًا، ولذلك أعلنت الإدارة بأنّها لن تطرح قضية الأحداث في اليمن والتدخّل الإيراني فيها أمام الإيرانيين خلال المحادثات النووية. ورغم ذلك، يمكننا أن نلاحظ تدخّل إدارة أوباما من وراء الكواليس في العملية، وبشكل أساسي بسبب طموحه في تقليص التدخّل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط». ووفقا للمركز، فقد كانت تصريحات الإدارة الأمريكية بخصوص ما يحدث في اليمن ضعيفة نسبيّا، وكان التدخّل العسكري واهنًا مثل: تقديم مساعدة استخباراتية ولوجستية (عمليات البحث والإنقاذ) للقوات العربية. ويؤكد معهد دراسات الأمن القومي الاسرائيلي أن «عملية عاصفة الحزم أثبتت القوة الاقتصادية والسياسية لدى دول الخليج في الفضاء العربي، ومع إنها لا تزال بحاجة إلى مساعدة عسكرية ودعم سياسي لدول عربية أخرى، وعلى رأسها مصر، من أجل الحصول على الشرعية والدعم العسكري لعمليّاتها، إلا أن وزنها في الشرق الأوسط بعد الاضطرابات العربية قد ازداد». وترجع الدراسة ما جري إلى ما أسمته «الحيوية في السياسة الخارجية السعودية، بعد أن تميّزت هذه الأخيرة على مدى سنوات بالسلبية نسبيّا»، حيث تمثّلت هذه الحيوية، بدخول قوة سعودية إلى البحرين عام 2011، كما تولي ملك جديد، أكثر نشاطا من سابقه، يحاول بطرق مختلفة أن يوحّد الفضاء العربي وأن يجرّ وراءه الدول الإسلامية الرائدة بهدف إيقاف تمدّد النفوذ الإيراني في المنطقة، وحقّق الملك إنجازات كبيرة، مثل جلب أطراف متخاصمة إلى المعسكر السنّي، مثل تركيا ومصر، لدعم عمليّاته في اليمن، بحسب الدراسة. الخليج الجديد