ما إن تناهى إلى مسامع الآلاف من مواطني الضفة الغربيةالمحتلة عبر القنوات الفضائية الإخبارية خبر نجاح التصويت على "تقرير غولدستون"؛ حتى عمَّت أجواء الفرح ونشوة النصر وتعالت التكبيرات. محمود عبد القادر (مواطن من رام الله): "نجاح التصويت هو نجاحٌ للكل الفلسطيني، وخاصةً غزة المكلومة والمحاصرة، ولكل شهيد في قبره، ولكل جريح، ولكل مظلوم في فلسطين والعالم بأسره، فرؤية الظالم وهو يرتعب من قرب محاسبته يُفرح قلب كل من عنده ضمير في العالم، وليس فقط الفلسطينيين". ويضيف عبد القادر: "سيأتي اليوم الذي يقف فيه مجرمو الحرب الصهاينة في محكمة جرائم الحرب، عاجلاً أو آجلاً.. نجاح القرار يرينا إلى أي مدى كيف أن الجماهير إذا تحركت فإنها تؤثر في الأحداث وتسيِّرها بنجاح، ولا يجب أن تبقى متفرجة فقط ترقب الأحداث عن بُعد". وعن نجاح التصويت على القرار، يقول ناصر أبو حسن (من رام الله) والذي تابع جلسة مجلس الأمن من على شاشة "الجزيرة" الفضائية: "نجاح التصويت على القرار يبشر بالخير، وهو تتويجٌ لنجاح الجهود وثورة الغضب العارمة التي عمَّت الشارع الفلسطيني والعربي وعموم المؤسسات الأهلية والحقوقية، وهو ما يدلل على أن الجماهير -سواء الفلسطينية أو العربية- لها قوتها إن تحركت". وأضاف: "نجاح التصويت يدفع للمزيد من التحرك من قبل القوى والجماهير والمؤسسات الأهلية والحقوقية، ولا يبقى لأحد بعد الذي جرى حجة بعدم التحرك لنصرة كل القضايا الفلسطينية والعربية العادلة بدل التذرع بحجج لم تعد مقبولة". "حماس" كانت تدافع عن شعبها فادي رمزي (مواطن آخر من جنين بالضفة) أفاد بأن تصريح السفير الصهيوني خلال جلسة حقوق الإنسان مردود عليه؛ لأن "من قام بالهجوم والإجرام هو الاحتلال وليس حركة "حماس".. الحركة كانت تريد أن تدافع عن شعبها أمام الإجرام وجرائم الحرب للاحتلال". قال السفير "الإسرائيلي" في جنيف أهارون ليشنو يار اليوم إن تبني التقرير سيمثل نكسةً لجهود إحياء السلام، وسيشكِّل مكافأةً لما وصفه بالإرهاب، وإن التقرير غير متوازن، ولم يُشِر لما ارتكبته "حماس" وكذا لحق "إسرائيل" في الدفاع عن النفس. ووصف المواطن بشار علي (من الخليل) تصويت 25 دولة لصالح القرار الخاص ب"تقرير غولدستون" بالقول: "إنه نصر للشعب الفلسطيني ولأسر ضحايا جرائم الاحتلال في غزة، وهذه الخطوة يجب أن تتبع بخطوات أخرى عبر نقل القرار إلى محكمة الجنايات الدولية والجمعية العامة ومجلس الأمن لملاحقة مجرمي الحرب "الإسرائيليين"، وكذلك قرار لاهاي الخاص بجدار الفصل الذي يجب نقله فورًا إلى الأممالمتحدة، واستثمار الأجواء الدولية بعد التصويت على "تقرير غولدستون"". الحاجة فاطمة المصري (من نابلس) أكدت أنه: "يجب متابعة القرار وعدم التراخي، فالقرار إن تم متابعته سوف يتم محاكمة باراك وليفني وجميع قادة الاحتلال كمجرمي حرب، وهو ما شكَّل فرحة وانتصارًا لجهود المواطنين والمؤسسات الحقوقية المحلية والدولية، وهو ما يوجب أيضًا سرعة المصالحة على أساس مقاومة المحتل وليس مفاوضته". ويخشى الاحتلال الصهيوني أن يؤدي تمرير التقرير في المجلس إلى توفير الأسس القانونية؛ لملاحقة الضباط والقادة "الإسرائيليين" بتهم جرائم الحرب، وهدَّدت رسميًّا بوقف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين في حال التصويت لصالح التقرير. وكان مجلس حقوق الانسان في جنيف تبنَّى ظهر يوم الجمعة 16-10-2009 تقرير القاضي جنوب الإفريقي ريشتارد جولدستون، بغالبية 25 صوتًا مقابل 11 صوتًا، امتنعوا بينهم بريطانيا و6 ضد التقرير، من ضمن الأعضاء ال47 دولة.