حذر الجنرل سيروالسير ديفيد ريتشاردز قائد الجيش البريطاني من 'النتائج المرعبة للفشل في أفغانستان'. وقال في تصريحات نقلتها عنه صحيفة 'صنداي تلغراف' ان فشل بريطانيا وحلف الناتو في أفغانستان سيترك اثاراخطيرة على الغرب بطريقة لا يمكن تصورها. وحذرر قائلا انه في حالة اعتقاد طالبان والقاعدة انها هزمت الدول الغربية وامريكا معا فماذا سيحدث بعد ذلك واضاف قائلا هل ستكتفي هذه الحركات بما بما حدث في أفغانستان؟ مشيرا الى ان باكستان ستكون في مرمى هدفهم مما يجعل من مخاطر الهزيمة جسيمة خاصة ان الباكستان دولة نووية، وحتى لم تستطع طالبان والقاعدة السيطرة الا نسبة قليلة من السلاح النووي فان الاحتمال هذا مثير للرعب. واكد الجنرال ريتشاردز ان تصريحاته لا تهدف لاثارة الرعب بقدر ما تدعو الحكومة والمسؤولين فيها لتحمل مسؤولياتهم تجاه ما يجري في افغانستان من تدهور للاوضاع وتزايد تساقط قتلى القوات الاجنبية حيث قتل نهاية الاسبوع الماضي 8 جنود امريكيين في معركة مع مقاتلين من حركة طالبان في اقليم نورستان. ويتراجع الدعم الشعبي للحرب في افغانستان داخل الدول الاوروبية وامريكا، وتعتقد الغالبية ان الحرب لا تستحق كل هذه التضحيات وان الحكومة القادمة في كابول لن تكون قادرة على ادارة البلاد بسبب فقدانها الشرعية. ويرى الجنرال البريطاني ان تراجع الدعم الشعبي سيترك اثاره السلبية على الروح القتالية للجنود المقاتلين في افغانستان. ودعا الى ارسال المزيد من القوات الى أفغانستان فمن خلال الزيادة هذه ستتمكن الدول الغربية من ' الحرب النفسية ضد طالبان' الذين قال عن مقاتليهم انهم' أساتذة في الدعاية والحرب النفسية'. ورفض قائد الجيش البريطاني الرأي القائل ان النصر في أفغانستان مهمة مستحيلة وان اعترف بانها 'مهمة صعبة'. ووصف القائد الحرب بانها حرب جيبب وان هزيمة الناتو فيما ستترك اثرا مسكرا على الاسلامييين. واشار المسؤول العسكري ان الهزيمة لن تتوقف اثارها على الباكستان بل على الغرب فمؤامرة تفجير الطائرات التي اصدرت فيها محكمة بريطانية احكاما على شبان 'تذكرنا ان هناك في مكان ما اشخاص يخططون لتفجيرنا'. وتوصف تصريحات الجنرال البريطاني انها تدخلا ودعوة من القيادة العسكرية للقيادة السياسية تحمل مسؤوليتها في ضوء الجدل الدائر في امريكا حيث تدرس الادارة الامريكية الاستراتيجية المناسبة للتعامل مع الوضع الافغاني ومطالب قائد القوات الامريكية والناتو هناك الجنرال ستانلي مكريستال مزيدا من القوات لتطبيق استراتيجية مكافحة المسلحين من طالبان وسط دعوات داخل البيت الابيض والكونغرس للاستمرار باستراتيجية مكافحة الارهاب القائمة على العمليات الخاصة وغارات ضد ملاجئ قادة القاعدة وطالبان في المناطق القبلية. وتتعرض الحكومة البريطانية لانتقادات بان قواتها في اقليم هيلمند تحتاج لمساعدة ودعم ومعدات مما حدا برئيس الوزراء البريطاني غوردون براون انتقاد لواء الجو المارشال سير جوك ستراب الذي قال انه تخلى عنه في ادارة الحرب بافغانستان في اشارة ان المارشال قد يجبر على الاستقالة. ويبدو ان النقد لمسار الحرب في كل من امريكا وبريطانيا يتصاعد كلما زاد عدد القتلى بين الجنود. ويرى الجنرال ريتشاردز ان مجرد هزيمة القوات الغربية على يد القاعدة وطالبان سيرسل رسالة الى العالم الاسلامي ان الجماعتين قد هزمتا اكبر تحالف عسكري في العالم قائلا 'لماذا لن يكون اثر هذا مسكرا، وستكون تداعيات الهزيمة الجيو- استراتيجية كبيرة'. ويدعم قائد الجيش الذي تسلم منصبه بعد تقاعدة الجنرال سير ريتشارد دانات زيادة عدد القوات التي قال انها ستؤدي الى تقليل اعداد القتلى. لكنه حذر ان الضحايا ستتواصل في هيملند لمدة تتراوح ما بين 3- 5 اعوام لكن الجيش مستعد لتحمل هذه التضحيات كما قال. ويعتقد الجنرال ان زيادة الجنود تعني تطبيقا سريعا لاستراتيجية الحرب وهزيمة لمقولة طالبان التي تدور حول ان الغرب وحكومة كابول عاجزون عن تحقيق الكثير للشعب الافغاني ولهذا لا تزال طالبان تحظى بدعم من الافغان. وقال 'ما نريد اظهاره اننا نحن، الناتو والحكومة الافغانية قادرون على منح مستقبل مضيء واكثر امنا ،بوظائف وتعليم احسن وصحة'.وعلى الرغم من رفضه لفكرة ان كسب الحرب في افغانستان 'مهمة مستحيلة' لكنه اعترف انها حرب صعبة واضاف قائلا 'بعد ان قضينا الخمس سنوات الماضية مركزين على افغانستان، فاعتقد يقينا ان النصر ممكن، وكلنا يعرف انه لو حصل خطأ هنا فستكون الاثار وخيمة ليس لهذا الجيل بل لابنائهم'. واكد ناقدا ان خطط نائب الرئيس الامريكي، جوزيف بايدن التي تطالب بالتركيز على مكافحة الارهاب لن تعمل. واعترف بوجود قصور باداء قوات تعود الى 41 دولة مشاركة في افغانستان ببعض المناطق. وختم قائلا 'الوضع خطير وقد اخترت كلماتي بشكل حذر جدا، جدا ويجب ان لا نتعامل مع نجاحنا وفشلنا بدعم الحكومة الافغانية والشعب الافغانية بنوع من اللاابالية'.