لم يكن قرار تدخل الأزهر لإيقاف مهزلة وإجرام المدعو إسلام البحيري وليد اللحظة أو وصول شيخ الأزهر لقمة الغضب من هراءات وتخاريف البحيري وتدليساته؛ فقد كان الطيب نفسه يتعامل مع الموضوع بمنطق: لا أرى لا أسمع لا أتكلم!! وقد علمت "الشعب" من داخل أروقة الأزهر أن بعض الأساتذة بالأزهر كان قد قدم عدة شكاوى لشيخ الأزهر؛ جراء ما يفعله البحيري؛ فكان يرد عليهم بأنه لا يشاهد أي شيء في التليفزيون مطلقا سوى نشرة أخبار القناة الأولى، وكأن جهله بما يحدث يعفيه من التدخل وهو شيخ لمؤسسة منوط بها الدفاع عن ثوابت الدين!! وبتطور الأمور وضجر بعض العلماء من تجاهل شيخ الأزهر لشكاواهم المتعددة هدد بعض العلماء داخل الأزهر بالتصعيد والتظاهر في الشارع للمطالبة بعزل شيخ الأزهر وإجباره على ترك المنصب ومحاكمة إسلام البحيري وليس بإبعاده عن القناة. وتطايرت شظايا غضب الكثيرين من علماء الأزهر إلى شيخ الأزهر بعد أن أفتى البعض بارتداد إسلام البحيري؛ لاستهزائه وسخريته من مقدسات وثوابت الدين الإسلامي حتى أن أربعة من كبار العلماء بالأزهر قد قالوا للدكتور مبروك عطية إن البحيري هذا يستحق ضرب النار، فاعترض عليهم مطالبا بمحاكمته وسجنه، وقال عنه إنه جاهل لا يستطيع أن يقرأ قراءة سليمة، فكيف له أن يتكلم في كبريات الأمور، وقد قص هذه الواقعة د. مبروك عطية في برنامجه الموعظة الحسنة. وفي ظل غليان الأزهر وخوفا من الانفجار نصح بعض المشايخ المقربين من شيخ الأزهر بالتدخل وإنقاذ الموقف وإلا سيحدث ما لا يحمد عقباه، وعلى الفور وحينما شعر الطيب بأن منصبه في خطر وبات مهددا بثورة علماء الأزهر ضده، والتي لا يشك أحد في وقوف الشارع معها ضد إسلام البحيري؛ تم دراسة رفع دعوى قضائية على إسلام البحيري، إلا أن البعض الآخر رأى أن حبال القضاء ستكون طويلة؛ وأن البحيري قد تصاعد موقفه العدائي ضد الإسلام إلى حد غير مقبول، وأن ذلك القرار لن يرضى علماء الأزهر الغاضبين، فأقدموا على مخاطبة الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بشأن برنامج مع إسلام للمدعو إسلام بحيري على فضائية القاهرة والناس ورفع دعوى قضائية ضده.