وصف عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عزت الرشق نتائج اللقاء الثلاثي الذي جمع رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس ورئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما؛ بأنه لطمة قاسية على وجه عباس وفريقه وكل من يعقد الآمال على تسويةٍ سياسيةٍ شرطها القضاء على المقاومة، مطالبًا عباس بالتخلص من أوهامه حول التسوية والتوقف عن سياسة الاستجداء والتنازل. وقال الرشق في تصريحٍ صحفيٍّ : "إن النتائج التي تمخض عنها لقاء عباس ونتنياهو وأوباما وجَّهت صفعة متوقعة إلى الأول، وانتصارًا خالصًا للثاني، وإنجازًا للثالث -أي أوباما- على صعيد دحض ما أشيع عن فتور في العلاقة الأمريكية "الإسرائيلية" بعد رفض نتنياهو تجميد (الاستيطان)". وتابع الرشق بالقول: "إن القمة كانت فرصة سانحة لقادة البيت الأبيض ليؤكدوا -بحضور عباس- التزامهم بأمن الكيان الصهيوني وتفهُّمهم سياساته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، والتنصل من الموقف الذي اعتبر أن مواصلة "الاستيطان" عقبة أمام استئناف المفاوضات بين سلطة رام الله والحكومة الصهيونية"، مشيرًا في هذا الصدد إلى إشادة بنيامين نتنياهو ووزير خارجية الكيان الصهيوني أفغيدور ليبرمان بهذا اللقاء وارتياحهما لنتائجه. وأضاف الرشق أن "ما أنتهى إليه اللقاء الثلاثي يؤكد من جديدٍ الانحياز الأمريكي السافر إلى جانب الكيان الصهيوني، ويفتح الطريق أمام ممارسة المزيد من الضغوط على سلطة رام الله لتقديم تنازلات مجانية جديدة إلى الجانب الصهيوني". ومن جانبٍ آخر، وفيما يتعلق بخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في افتتاح الدورة الرابعة والستين ل"الأممالمتحدة"، قال الرشق: "إن أوباما -خلال حديثه عن قضية الشرق الأوسط- تماهى مع سلفه بوش في قدرته على الخداع وتسويق الأوهام". وتابع الرشق بالقول: "إن أوباما الذي أكد ضرورة الشروع في مفاوضات غير مشروطة بشأن قضايا الوضع الدائم وصولاً إلى إنجاز "حل الدولتين"، في الوقت الذي لا يستطيع فيه ممارسة أي ضغوط على الكيان الصهيوني من أجل تجميد "الاستيطان" في الضفة والقدس المحتلة.. إنما يريد منح المزيد من الوقت للجانب "الإسرائيلي" لمواصلة عملياته "الاستيطانية" وتكريس أمر واقع تنتفي معه موضوعيًّا إمكانية إقامة دولة فلسطينية". وحذر الرشق الدول العربية والإسلامية من التعاطي مع أطروحات أوباما التي وصفها ب"المضللة والفارغة"، وقال: "إن المطلوب من الأمة العربية دعم صمود الشعب الفلسطيني، وفك الحصار عن قطاع غزة، وإعادة النظر في السياسات التي يتبناها بعض أركان النظام الرسمي العربي، والتي تراهن على إمكانية قيام الولاياتالمتحدة بدور فاعل لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". وأردف: "أما فلسطينيًّا فالمطلوب من محمود عباس التخلص من أوهام التسوية، و بدلاً من الإذعان أمام نتنياهو والضغوط الأمريكية، عليه الإذعان لما تمليه الإرادة الشعبية والمصالح الوطنية والمتمثلة في إنجاح مساعي المصالحة الوطنية وإنهاء الإنقسام بدلاً من مواصلة وضع الشروط والعقبات أمامها، وفي هذا السياق فإننا ذاهبون إلى القاهرة يوم الأحد القادم من أجل إعطاء دفعة لجهود المصالحة التي ترعاها مصر والمساعدة في تذليل العقبات وشرح رد الحركة على الورقة المصرية". وختم الرشق تصريحه بالقول: "لا يمكن مواجهة التحديات إلا بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وكسر الحصار وتعزيز صمود شعبنا في الضفة والقطاع، وتوقف سلطة رام الله عن التنسيق الأمني مع الاحتلال في مواجهة شعبنا ومقاومته".