لماذا صمت الأزهر ولم يعلن عن تأييده للعمليات العسكرية التي شنها التحالف العربي بقيادة السعودية ومشاركة مصرية، ضد جماعة أنصار الله الحوثي، اقتداءا بالهيئات والمنظمات الإسلامية التي بادرت بإعلان تأييدها عقب بدء "عاصفة الحزم" مباشرة؟ هذا السؤال يطرح نفسه، خاصة بعدما وصفت هيئة كبار العلماء في السعودية قرار الحرب بالموفق والحكيم، أعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تأييده الشرعية اليمنية في مواجهة الحوثيين، مطالبا الحلف العسكري بالحذر حتى لا يصاب المدنيون، ومحذرا الأمة العربية والإسلامية من كل النزعات والدعوات التي تدعو إلى تمزيق الأمة على أساس عرقي أو لغوي أو مذهبي. بدا موقف الأزهر أكثر غموضا بعد إعلان الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الوزارة بجميع علمائها وأئمتها وموظفيها والعاملين بها أنها تقف بقوة خلف الرئيس فيما يقرره بشأن الأحداث الجارية في اليمن، إيمانا منها بحسن تقديره للأمور واتخاذه القرار المناسب في الوقت المناسب. في إجابة السؤال، يرى الحبيب علي الجفري، الداعية الإسلامي اليمني، أن الحرب المذهبية "قد تكون أحد أسباب صمت الأزهر باعتباره المؤسسة الدينية الأولى التي تمثل أهل السنة والجماعة في العالم". الجفري حذر عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك" جمهور المسلمين قائلا: "لا تُشعلوها طائفية، دعوها فإنها مُنتِنة"، مطالبا اليمنيين بأن لا يصدقوا من يكذبون عليهم بادعاء أن المعركة بين السنة والشيعة، أو بين المسلمين من جانب واليهود والأمريكان من جانب آخر. وأضاف الجفري: "الذين يتكلمون على أنها قضية أمريكان هم الآن على مائدة التفاوض مع أمريكا، المسألة ليس لتخليصكم من سطوة دول الجوار ولكنها معركة إيران وليست معركتنا نحن". هذه الفرضية استبعدها الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، في تصريح خاص ل"مصر العربية"، مؤكدا أن الأزهر "لا علاقة له بما يجري في اليمن" وفي تصريخ خاص ل "مصر العربية" قال شومان: "الحوثيون ميليشيات مسلحة اغتصبت السلطة ونشرت الفوضي في اليمن، ويجب أن ترد حتى تعود الشرعية إلى أصحابها، وهذا أمر لا دخل للأزهر فيه". في المقابل، وصف اللواء فؤاد علام الخبير الأمني صمت الأزهر عن تأييد الحرب في اليمن بغير المبرر، رافضا تبرير الجفري بشأن الصراع السني الشيعي. وأضاف علام : "الحرب سياسية وليست دينية، فالحوثيون فريق سياسي يسعى لاغتصاب السلطة من الحكومة الشرعية ومن يقول إنها حرب مذهبية إما جاهل أو عميل"