تدخل الأزمة اليمنية منعطفا خطيرا وربما تعصف الأزمة اليمنية بالمنطقة بأسرها، وربما تجر المنطقة إلى حرب ضروس لا يعلم مداها ونهايتها إلا الله عز وجل، والموقف الروسي مازال موقفا ضعيفا بالنسبة لخطورة الحدث، لكن ربما لا تريد روسيا أن تنجر إلى أن تصبح طرفا من أطراف الصراع خاصة وأن عليها ضغوطا اقتصادية في ظل تراجع أسعار النفط، كما أنها لا تريد أن تدخل في أزمة جديدة مع الغرب الذي يفرض عليها عقوبات؛ بسبب الأزمة الأوكرانية، كما أن موقف الغرب من الأزمة يبدو أنه ليس طرفا في اللعبة السياسة في اليمن رغم مباركته للضرب العسكرية من التحالف العربي بقيادة السعودية. روسيا: التفاوض وحل الأزمة اليمنية ترى روسيا أن التدخل العسكري لحل الأزمة اليمنية ربما يزيد المسألة تعقيدا، لذا ترى أن الحل هو دعم التفاوض ولغة الحوار بين الأطراف المتنازعة، فقال وزير خارجية الروسي سيرجي لافروف، إن موسكو ستصر على استئناف المفاوضات اليمنية التي تم إعدادها بتوسط المبعوث الدولي الخاص، مؤكدًا أنه السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة. ونقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية عن "لافروف" قوله – "إن اللعب على التناقضات بين الشيعة والسنة أمر بالغ الخطورة". وأعرب "الوزير الروسي" عن أمله أن تحذو سائر الدول المعنية بالأزمة في اليمن حذو روسيا، مضيفًا "أن موسكو اقترحت قبل ستة أشهر تبني بيان دولي شامل ينص على عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول وعدم قبول تغيير الحكومات بواسطة الانقلابات". وانتقد "لافروف" ممارسات الولاياتالمتحدةالأمريكية ومعاييرها المزدوجة إزاء الأوضاع في اليمن من جهة، والأزمة السياسية في أوكرانيا من جهة أخرى، مشيرًا إلى أن واشنطن دعمت الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي غادر بلاده، لكنها لم تدعم الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش. القلق من تطور الأزمة اليمنية أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أهمية الوقف الفوري للقتال في اليمن، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الإيراني حسن روحاني. وأفادت الرئاسة الروسية بأنه خلال تبادل الرئيسين الآراء حول تصعيد الوضع الأمني في الجمهورية اليمنية، أشار الجانب الروسي إلى ضرورة تفعيل الجهود، بما في ذلك جهود الأممالمتحدة، لبلورة حلول سلمية للنزاع في البلاد. وفي تعليق له على تناول بوتين هذا الموضوع مع روحاني، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن ذلك يدل على شدة قلق موسكو من تطورات الأوضاع في اليمن. وفي وقت سابق أعربت الخارجية الروسية عن دعم موسكو لسيادة اليمن ووحدة أراضيه، داعية الأطراف اليمنية وحلفاءها الخارجيين إلى وقف الأعمال القتالية. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أن "موسكو تعبر عن قلقها البالغ من الأحداث الأخيرة في الجمهورية اليمنية الصديقة وتؤكد دعمها الثابت لسيادتها ووحدة أراضيها". روسيا تؤكد على استعدادها للمساهمة في حلّ أزمة اليمن حثت موسكو "أطراف النزاع في اليمن والحلفاء الخارجيين إلى وقف الأعمال القتالية". ووفقا لما نقلته قناة "روسيا اليوم" على موقعها الإلكتروني، أعربت موسكو عن استعدادها للمساهمة في تسوية الأزمة اليمنية، بما يحفظ سيادة اليمن ووحدة أراضيه. في غضون ذلك، أعلنت السفارة الروسية في اليمن، أنها لا تخطط في الوقت الراهن لإجلاء دبلوماسييها ومواطنيها. وأوضح الملحق الصحفي للسفارة تيموفي بوكوف لوكالة "إنترفاكس" اليوم، أن البعثة الدبلوماسية لا تعد لأي عملية إجلاء.