أدان تقرير أصدره المجلس الأعلى للصحافة في مصر تكرار خروج الصحف القومية والمعارضة والمستقلة عن ميثاق الشرف الصحفي وقيامها بالخلط في النشر بين النص التحريري والنص الإعلاني، واستخدام ألفاظ عامية تتضمن إيحاءات جنسية لاستقطاب القراء ونشر أخبار بدون الاعتماد على مصادر محددة. وقال التقرير إن ذلك يتسبب في خداع القارئ، وتقديم المادة الإعلانية له على أنها مادة تحريرية، فيما رفض التقرير ما وصفه ب"المحاولة الفاشلة" التي قامت بها صحف قومية لتقليد صحف خاصة في نشر مواضيع لا تستند إلى مصادر، واستخدام بعضها للهجة عامية وألفاظ خارجة عن المألوف لا تتماشى مع قيم المجتمع، أو مع طبيعة الصحف القومية "شبه الرسمية" المملوكة لمجلس الشورى ورصد التقرير ممارسات 70 صحيفة يومية وأسبوعية خلال شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين، منها 18 صحيفة تصدر بتراخيص أجنبية، و13 صحيفة خاصة (مملوكة لأشخاص)، و8 صحف إقليمية تصدر عن بعض المحافظات، و12 صحيفة تصدرها أحزاب (بما فيها الحزب الحاكم)، و19 صحيفة قومية يومية وأسبوعية. وقال إن نسبة تكرار ظاهرة الخلط بين النص الإعلاني والتحريري في تلك الصحف بلغت 56.2% من عدد الملاحظات المتعلقة بميثاق الشرف الصحفي. وكانت الأخبار المجهولة من المظاهر الأكثر انتشاراً في الصحف المصرية وبلغت نسبتها34.1%، حيث أورد التقرير العديد من العناوين التي نشرتها الصحف بدون أن يكون هناك ذكر لأسماء الأطراف التي يتناولها الخبر؛ منها "المطرب يضرب مخرج الكليب"، و"لاعب الكرة أوقع المدرِّسة في الرذيلة"، و"قصة نجمتنا الشقية اللامعة مع باكو الشيكولاته: كانت تأخذ كثيراً وكانت دائماً تدفع الثمن ". وأشار التقرير إلى تنامي ظاهرة استخدام المفردات والألفاظ غير اللائقة مهنياً في عناوين عدد من الصحف وتمس شخصيات عامة (منهم وزراء ونواب ورجال أعمال). ومن هذه العناوين التي ذكرها التقرير: "الحكومة واجهت إنفلونزا الطيور بخطة والنبي لأهشه ده العصفور".. و"أبو طويلة قلبه بيوجعه وعايز حد يخلعه.. شالوا محجوب وحطوا لبيب.. مرعي اكتسح الملعب شال أبو الليل وراح يطلب سحلب". وأضاف التقرير أن مثل تلك العناوين وما حملته من ألفاظ تم نشرها على صدر عدة صحف "تتسق مع منظومة القيم في مجال توصيف الأدوار وسلوك وأداء الشخصيات العامة المختلفة". وأشار إلى أن الخروج عن المصداقية يبرز بالدرجة الأكبر في الصحف الخاصة تليها الصحف القومية ثم الصحف الحزبية على التوالي. ولاحظ التقرير الاعتماد على الأساليب الوصفية في تقديم المادة الصحفية، مثل العنوان الذي يقول أزمة حقيقية يعيشها مدافع شهير لكرة القدم. وقال أيضاً إن العديد من الآراء الواردة في المقالات الصحفية تفتقر للمعلومات، وتحاول التغطية على ضعف المعلومات التي تحملها المادة الصحفية بأساليب لا تنقل الواقع بأمانة ولذلك فإنها تلجأ لاستخدام ألفاظ عامية، وألفاظ ذات إيحاءات جنسية . وذكر التقرير أمثلة لذلك منها خبر بعنوان "اتهام هيفاء وهبي باغتصاب شاعر مصري (وكان مضمون الخبر لا علاقة له بالعنوان)".. و"هل تتحول المطربة للهشك بشك؟ (والهشك بشك مقصود به الرقص الشرقي، ولم يتم ذكر المطربة بالاسم)".. و"الأكيلة والهبيشة (عن فرض قياديين إعلاميين لاتاوات على أحد الاندية بدون ذكرهما بالاسم بسبب عدم وجود دليل على الاتهام)".