انتقد مستوطنون في منطقة "غلاف غزة" وصبوا جم غضبهم على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحزب الليكود؛ في أعقاب نشر الحزب فيديو انتخابيا يدعي أن "إسرائيل" حققت نصرًا على حماس في الحرب الأخيرة على غزة. ونقل موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" مساء أمس عن ميخال دوليف، زوجة العقيد كيدار دوليف، قائد الوحدة الخاصة في لواء جفعاتي، الذي قتله عناصر "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس خلال الحرب قولها إن نتنياهو قاد إسرائيل من فشل إلى آخر". وأضافت ميخال: "سأشارك في المسيرة الضخمة التي ستنظم مساء السبت في "ميدان رابين" في تل أبيب؛ لمطالبة الجمهور الإسرائيلي بعدم السماح بانتخاب نتنياهو مجددًا"، وأضافت ميخال، التي تقطن في مستوطنة "يد مردخاي"،التي تقع شمال غزة: "نريد رئيس وزراء يمنع اندلاع حروب أخرى، ولا نريد فقط زعيمًا يعدنا بخفض الأسعار وتقليص غلاء المعيشة". وشددت ميخال على أن استراتيجية "ما لم ينجز بالقوة ينجز بمزيد من القوة" فشلت، سيما في التعاطي مع غزة، وفي تقرير آخر نشره صباح اليوم، نقل موقع الصحيفة عن يفعات بن شوشان، وهي مستوطنة تقطن في مستوطنة "نتيف هعسراه" قولها: "نتنياهو وزعماء الليكود لا يستحون، هم ببساطة يضحكون علينا، إن كانوا جادين في الزعم بأنهم انتصروا على حماس فليأتوا ويسمعوا بآذانهم أصوات الحفر تحت الأرض التي يقوم بها عناصر حماس حاليا لحفر مزيد من الأنفاق". وأشارت "يفعات" أن الجرأة وصلت بحماس إلى حد قيامها بتنظيم دوريات تدريبية لعناصرها على بعد مئات الأمتار فقط عن المستوطنات اليهودية المتاخمة للقطاع، مشيرة إلى أن نتنياهو يحاول بكل ما أوتي من قوة لتضليل الجمهور الإسرائيلي. من ناحيته قالت "باتيه هولين"، التي تقطن القرية التعاونية "كفار عزا" أن نتنياهو ليس بوسعه إقناع أحد بانتصاره على حماس، معتبرة أن أهم دليل على انتصار حماس حقيقة أنها كانت الطرف الذي صمم نمط حياة المستوطنين في المنطقة خلال الصيف، على اعتبار أنها هي التي حددت موعد إطلاق الصواريخ وموعد ووقفها، مشيرة إلى أن حماس حتى الآن تعتبر الطرف الأكثر تأثيرًا على حياة المستوطنين. أما عميت كسبي، الذي يقطن مستوطنة "كيرم شلوم"،التي تقع جنوب شرق مدينة رفح، فقد قال إنه بإمكان حماس أن تفرح بتصرفات نتنياهو، فهي لم تضعف بل ازدادت قوة. وأوضح كسبي أن الحرب شكلت صدمة نفسية لكل المستوطنين في المكان، مشيرًا إلى أن هناك إحساسًا لدى عامة المستوطنين أن حماس لم تخسر الحرب، بل هم من خسروا قدرتهم على الصمود. ومما يعكس حالة الإحباط السائدة في مستوطنات "غلاف غزة"، دعا مجموعة من ضباط في جيش الاحتلال يقطنون في المنطقة إلى تشكيل عصابات مسلحة لمواجهة قطاع غزة، وذلك على غرار عصابات "الهاغاناه والبالماخ" قبل 60 عامًا، وخلال تحقيق تلفزيوني بثته قناة التلفزة الثانية الليلة الماضية، قال الضباط إنهم محبطون من الواقع الأمني الذي يعيشه المستوطنون في المنطقة، وكذلك من فشل العمليات العسكرية ضد القطاع. ودعا هؤلاء إلى تشكيل عصابات غير نظامية للقيام بإطلاق القذائف على القطاع في محاولة يائسة لإيجاد حل لمقاومة القطاع ومن باب التعامل بالمثل على حد زعمهم. وقال أحد هؤلاء الضباط بعفوية إن إسرائيل لم تكن لترى النور لولا اعتمادها على "العصابات الإرهابية"، وأنه بالإمكان العودة لهذا العصابات مستقبلاً، وفي ذات السياق، وجه مئير دغان رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي الأسبق السابق انتقادات حادثة لنتنياهو؛ بسبب فشله في الانتصار على حركة حماس، وخلال مقابلة أجراها معه داني كشمارو وبثتها قناة التلفزة الثانية الليلة الماضية، قال دغان إنه كان يتوجب على نتنياهو مواصلة الحرب حتى إخضاع حماس وتسليم القطاع لسلطة أبو مازن. وشدد دغان أنه كان يتوجب تشديد الضربات لحماس من أجل الدفع نحو انهيار حكمها لضمان عودة محمود عباس لحكم القطاع، واعتبر دغان وقف إطلاق النار مع حماس "هش"، متوقعا استئناف إطلاق النار مستقبلا. ودعا دغان ل" اللعب على المتناقضات العربية واستغلال الوضع الراهن لخلق تحالفات جديدة"، مشددًا على أن ذلك سيفضي لإجبار السلطة على القبول بأي اتفاق مع إسرائيل. عربي 21