فى إطار تفاهمات متصاعدة رصدت فى الأونة الأخير بين البلدين، وقعت دمشق وبغداد اتفاقا للتعاون الإستراتيجي بينهما أعلن عنه في مؤتمر صحفي بين رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري ونظيره العراقي نوري المالكي في العاصمة السورية الثلاثاء. وانتهت زيارة المالكي إلى دمشق بالاتفاق بين سوريا والعراق على تأسيس مجلس تعاون إستراتيجي عالي المستوى يشمل المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والقضايا الإقليمية بين البلدين، تنفيذا لما جرى الاتفاق حوله أثناء زيارة رئيس الوزراء السوري إلى بغداد على رأس وفد وزاري رفيع في العام الحالي. ونص الاتفاق على أن يرأس مجلس التعاون الإستراتيجي رفيع المستوى رئيس الوزراء في كل من سوريا والعراق، على أن يجتمع المجلس مرتين سنويا بالتناوب بين البلدين. وسيكون كل من وزراء الخارجية والدفاع والداخلية والنفط والكهرباء والصناعة والمالية والاقتصاد والنقل أعضاء في المجلس، ويمكن توسيع عضوية المجلس ليشمل بقية الوزراء المعنيين بالمسائل ذات الاهتمام المشترك. ويتولى وزيرا خارجية البلدين مسؤولية تنسيق عمل المجلس والإعداد النهائي لجدول أعمال كل اجتماع.
القضايا الأمنية
وقال المالكي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري في نهاية الزيارة، إنه تمت مناقشة المواضيع الأمنية مع الجانب السوري "باعتبار الأمن مشتركا ويهم البلدين، وهناك حرص من الرئيس (السوري بشار) الأسد على التعاون بين الأجهزة المعنية في البلدين". ونفى أن تكون حكومته ألزمت بعض العراقيين بالعودة بالقوة إلى العراق، وأوضح "لم نلتزم ولم نتعهد بأن نعيد أي عراقي مقيم بالقوة، وهذا قرار لن نتنازل عنه لأن المهاجرين أصبحت لهم أوضاع واستقرار ودراسة وعوائل وجنسية وهذا ليس له صحة. بدوره قال رئيس الوزراء السوري ناجي العطري في رده على سؤال بشأن تصريحات قائد القوات الأميركية بأن سوريا تشكل مصدر قلق رغم انخفاض عدد المتسللين، "نحن نطلق دعوة مفتوحة لكل من يوجه الاتهامات بأن يأتي إلى سوريا ويدلنا من أين يتم التسلل وكيف"، وأكد حرص بلاده على أمن العراق واستقراره. وأضاف أن سوريا حريصة على أمن واستقرار العراق بكل ما تعني الكلمة، وهذا الحرص مرتبط بالأمن القومي، "ما يصيب العراق يصيب سوريا وسوريا تستنكر وتدين كافة الأعمال الإرهابية، وكل نقطة دم تسيل على أرض العراق غالية علينا". وكان المالكي قد التقى صباح الثلاثاء الرئيس السوري بشار الأسد وبحث معه سبل التعاون والتنسيق الامني بين البلدين. كما التقى رئيس الوزراء العراقي بعض شيوخ العشائر العراقية وعددا من أبناء الجالية العراقية المتواجدين في سوريا أثناء زيارته العاصمة دمشق. وقاطع الاجتماع حوالي 15 شيخ عشيرة، احتجاجا على منع المسؤولين العراقيين لبعض من أبناء الجالية العراقية من حضور الاجتماع لطرح معاناتهم ومشاكلهم أمام رئيس مجلس وزراء بلدهم.