ذكر موقع "المونيتور" الأمريكي أنه خلال أكثر من ستّة أشهر مرّت منذ انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزّة وتوقيع التهدئة قام جيش الاحتلال الإسرائيليّ بالعديد من الخروق لهذه التهدئة، الأمر الذي يهدد بحرب جديدة. وتبين من إحصاء الانتهاكات الذي يجريه المركز الفلسطينيّ لحقوق الإنسان منذ تاريخ انتهاء الحرب أنّ قوّات الاحتلال الإسرائيليّ قتلت بنيران أسلحتها الرشّاشة على المناطق الحدوديّة الشابّ فضل حلاوة (32 عاماً) أثناء صيده العاصفير شرق جباليا في 23 نوفمبر 2014، كما استهدفت طائرة من دون طيّار مقاوماً وقتلته في شرق خانيونس في 24 ديسمبر 2014. وأصابت قوّات الاحتلال أربعين مدنيّاً في مختلف المناطق الحدوديّة على طول الشريط الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزّة، من بينهم مقاوم واحد وخمسة صيّادين استهدفتهم في مياه البحر. واعتقلت قوّات الاحتلال ستّة وستّين مدنيّاً بينهم ثلاثون مواطناً تمّ اعتقالهم عندما حاولوا التسلّل عبر الشريط الحدوديّ بين القطاع وإسرائيل، ومنهم أيضاً خمسة وثلاثون صيّاداً اعتقلتهم في عرض البحر، وقد تمّ الإفراج عن أغلبيّتهم. كما أتلفت قوّات الاحتلال تسعة قوارب، وشنّت ثلاث غارات جويّة على مواقع لفصائل المقاومة، وتوغّلت في مواقع عدّة على الحدود، وبلغ عدد مرّات التوغّل ثماني، لم يزد أيّ منها عن المئتي متر. ويظهر من تقارير المركز أنّ إطلاق الاحتلال النار عبر المناطق الحدوديّة يتمّ في صورة شبه يوميّة، وكذلك الأمر مع إطلاق النار على الصيّادين. ووصف المركز الفلسطينيّ هذا النوع من الانتهاكات بالخروق المتكرّرة للتهدئة معتبراً: "وشهدت المناطق الحدودية بين إسرائيل وقطاع غزة عدة حالات إطلاق نار من قبل قوات الاحتلال، بعد انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة، ويدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة استمرار استخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين". وأشار "المونيتور" إلى أن هذه الانتهاكات كانت تتزايد في شكل تدريجيّ، وبدأت فعليّاً في شهر سبتمبر منخفضة الوتيرة، لتبلغ أقصاها في شهر نوفمبر من العام الماضي، وتهدأ حدّتها خلال الأسبوع الماضي من الشهر الجاري. وقال الحقوقيّ من المركز الفلسطينيّ لحقوق الإنسان حمدي شقورة إنّ "35% من الأراضي الزراعيّة في قطاع غزّة تقع على الحدود، ولا يستطيع المزارعون الوصول إليها بسبب إطلاق النار المتواصل من قوّات الاحتلال الإسرائيليّ". وأكّد أنّ إسرائيل لم تلتزم باتّفاق التهدئة على الإطلاق، سواء من ناحية السماح بحريّة الصيد للصيّادين في ستّة أميال بحريّة، أم السماح بإعادة الإعمار أم فكّ الحصار، وهذا بعد مرور أكثر من 6 أشهر على انتهاء الحرب. ولا أحد يعلم ما الذي من الممكن أن يحدث خلال الأشهر الستّة المقبلة وأيّ مدى قد تبلغ الخروق الإسرائيليّة وأيّ عائلة قد تكون في مرمى النيران الإسرائيليّة من العائلات التي تسكن المناطق الحدوديّة؟ فالجميع لا يفعل سوى الانتظار والتوجّس من حرب جديدة.