اتهمت خبيرة أمريكية في شئون العالم العربي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتخلي عن دعم الديمقراطية في الشرق الأوسط، مقابل الحصول على تعاون الدول العربية لدفع التسوية المزمعة في الشرق الأوسط. ودعت مارينا هاثاواي مديرة برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة "كارنيجي للسلام الدولي" أوباما إلى إثارة مسألة الديمقراطية مع قادة الدول العربية المحورية، خصوصًا مثل مصر والأردن، مع قرب وصول الرئيس المصري حسني مبارك إلى واشنطن.
وتابعت مارينا قائلةً: إنها تعتقد بأن الرئيس أوباما سوف يتعين عليه أنْ يمارس ضغوطًا على الأنظمة العربية لفتح ما تسميه "بعض الفضاء السياسي" للجماعات المعارضة في مصر، وأضافت: "على أوباما أنْ يُثير مسألة الديمقراطية في حواراته الإستراتيجية مع زعماء الدول العربية المحورية مثل مصر".
هذا، وسيقوم الرئيس المصري حسني مبارك لواشنطن الأسبوع القادم يلتقي فيها بالرئيس الأمريكي يوم 18 أغسطس الجاري.
وقالت الباحثة الأمريكية: إنَّ تخفيض الدعم الأمريكي لمنظمات المجتمع المدني في مصر والأردن "يعد تنازلاً كبيرًا من جانب إدارة أوباما".
وجاء تصريح مارينا هاثاواي تعليقًا على تقريرٍ لمنظمة مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط بعنوان "الموازنة والمخصصات الفيدرالية للسنة المالية 2010م" كشف أنَّ إدارة أوباما خفضت دعمها لمنظمات المجتمع المدني في مصر والأردن بشكلٍ كبيرٍ في ميزانية الكونجرس للسنة المالية القادمة.
وقالت مارينا هاثاواي: إنَّ "تقليص الدعم المباشر للنشطاء الديمقراطيين في هذين البلدين، مصر والأردن، يعد بمثابة تنازلٍ لصالح القيادتين السلطويتين في البلدين ومؤشرًا صريحًا على أولويات سياسة أوباما في الشرق الأوسط".
وأضافت هاثاواي في مؤتمرٍ بمبنى ريبرين هاوس التابع لمجلس النواب الأمريكي لمناقشة التقرير: "أعتقد أنَّ إدارة أوباما وضعت لنفسها هدفًا بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، ومن الواضح أنَّ السلام في الشرق الأوسط سيصنع الكثير لدعم الاستقرار، وبعد ذلك يمكنك أن تدعم أجندة الديمقراطية فيما بعد".
وتابعت الباحثة الأمريكية: "هذا ما يجعلني أعتقد أنَّ إدارة أوباما ترغب في التضحية بالأجندة الديمقراطية ما دام أمكنها أنَّ تحصل على التعاون من جانب الدول العربية في عملية السلام".
وبحسب تقرير لإذاعة (صوت أمريكا)، فقد شكَّكت مارينا في فاعلية التمويل الأمريكي للديمقراطية والحكم في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تواصل فيه العديد من الحكومات في المنطقة "قمع المعارضة وكبت الإصلاح الديمقراطي".
كما شكَّكت في إمكانية أنْ يشحذ التمويل الخارجي الإصلاح في ظلِّ هذه الظروف، وقالت إنه ليس لديها أمل كبير في أي نوعٍ من النهوض الديمقراطي، أو ما يُسمَّى "ربيع الديمقراطية" الذي تنبأ به المحللون الغربيون من قبل.