بدموع انهمرت كحبات المطر، وحزن شديد، شيعت جماهير غفيرة من أهالي قطاع غزة جثمان الطفل الرضيع عز الدين جاد الكفارنة (9 أشهر) والذي توفي جراء اندلاع حريق في مركز إيواء للنازحين تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" شمال قطاع غزة. وسادت حالة من الغضب عموم المواطنين في غزة جراء الحادث الأليم، بسبب استمرار الحصار الظالم المفروض على القطاع وتأخر إعمار ما دمرته آلة الحرب الصهيونية في القطاع، وهو ما بات يحصد أرواح المواطنين الذين شردتهم الحرب. وكان الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة في تصريح خاص لموقع "المركز الفلسطيني للإعلام" مساء الإثنين (16-2)، إن الرضيع عز الدين جاد الكفارنة ( 9 أشهر) توفي جراء حريق اندلع في المدرسة المذكورة بسبب تماس كهربائي، كما أصيب أربعة آخرون. وأفاد القدرة بإصابة أربعة آخرين، هم والدا الطفل واثنان من أشقائه، والقاطنون في مدرسة "الشوا" التي تُؤوي عدداً من النازحين في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. ويعيش آلاف الفلسطينيين في عدد من مراكز الإيواء التابعة ل"أونروا" في ظروف صعبة منذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة جراء تدمير منازلهم، وتعثر جهود إعادة الإعمار. وفى احصائية لها، قالت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا في آخر تحديث لها بشأن الوضع في غزة إن أعداد النازحين في مراكز الإيواء التابعة لها قد ارتفع إلى نحو 280 ألف شخص. وأعربت الأونروا عن القلق الشديد إزاء تطور الوضع الراهن والأزمة الإنسانية القائمة والتي تجلت آثارها المدمرة بالفعل في كل أنحاء المناطق في قطاع غزة. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأممالمتحدة في مؤتمر لصحفي "وفقا لمكتب تنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا)، فإن عدد النازحين في غزة في ارتفاع مستمر، ويصل حاليا إلى 460 ألف شخص، أي أكثر من ربع سكان قطاع غزة بأكمله، وانه تم الإبلاغ عن ما يقرب من 280 ألف شخص يلتمسون الأمان في 83 مدرسة تديرها الأونروا، بينما 29 ألفا يتم استضافتهم في ملاجئ الحكومة بدعم من الأونروا". ومن جانبه قال سكوت أندرسون، نائب مدير عمليات الأونروا في غزة إن توفير الدعم والحماية لجميع السكان في غزة أصبح الأولوية الأولى للوكالة. وأضاف أندرسون أن الوكالة ستستمر في بذل كل الجهود لضمان توفير المأوى الملائم للنازحين من النساء والرجال والأطفال، وحصول كل أسرة في غزة على ما يكفي من الغذاء والماء، وغير ذلك من الإمدادات الحيوية. وتقول الأونروا إن الاقتصاد المحلي قد دُمر وهو غير قادر على خلق فرص العمل، الأمر الذي تسبب في تحول الغالبية العظمى من السكان للاعتماد على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية. ووفقا لتقرير الأونروا الأخير، فقد ارتفع عدد اللاجئين الفلسطينيين المعتمدين على المساعدات الغذائية التي تقدمها الأونروا من أقل من 80 ألف شخص في عام 2000 إلى ما يزيد على 830 ألف شخص.