كارثة مصرع جماهير الزمالك ليست الآولى ، فقط قد تكون ذاكرة القدامى اصابها " الزهايمر "والصغار لم يعاصروها ففى فبراير 1974 أى منذ 41 سنه كانت مباراة الزمالك وفريق دوكلا براغ التشيكى ، وكانت الظروف مواتيه لحشد جماهيرى يفوق الوصف ، فالكرة عادت بعد توقف لسنوات بسبب الحروب من هزيمة 67 ثم حرب الاستنزاف حتى نصر اكتوبر المجيد ، والمنافسة التقليدية بين الاهلى والزمالك على أشدها ، الاهلى استضاف فريق رومانى وفاز عليه بالقاهرة ، والزمالك استضاف الفريق التشيكى ، ومنتظر ان " يفرد عضلاته " والجماهير فى لهفة خاصة مع الصخب الاعلامى ، والحديث عن تخصص الزمالك فى الفوز على الفرق الاجنبية ، واقواها الفوز على فريق ويستهام الانجليزى 5/1 واسطورة طه بصرى وحماده امام وسط هذا الحشد جاء الحديث عن اقامة المباراة فى نادى الزمالك بميت عقبة ثم التراجع بقوة والاعلان عن اقامتها بالاستاد ، حيث كانت المباريات تقام بملاعب الاندية حتى مباريات الاهلى والزمالك ، بينما كان الاستاد يخصص عادة للمباريات الدولية مثل الاسماعيلى والانجلبير والذى انتهى بفوز الاسماعيلى ببطولة افريقيا ، ولم يأت التفكير فى انتقال مباريات للاستاد الا بعد احداث حرق جماهير الاهلى لمدرجات الزمالك بعد فوز الزمالك 2 صفر ( موسم 66/67 ) فى المباراة التى بدأت بمفاجأة تسجيل "سرد باك " الاهلى ابراهيم كبير هدفا فى مرماه بعد خمس دقائق فقط من المباراة وقبل النهاية بربع ساعة قضى عمر النور على امل الاهلى بسبقة للنفاثه الشربينى وتسجيله هدف فى مرمى مروان.. فحرقت الجماهير النادى ، وبدأ بعدها الاستعانة بحكام اجانب والتفكير فى نقل مباريات الدورى الى الاستاد ، وان توقفت الانشطة الرياضية بسبب الحرب كارثة مروان وجعفر والطريف ان اول مباراة للاهلى والزمالك بعد عودة الانشطة الرياضية اى بعد نصر اكتوبر ، اقيمت فى الاستاد ، وأفسدت جماهير الاهلى المباراة حيث احتسب الحكم ضربة جزاء للزمالك فى اول خمس دقائق ، وثارت الجماهير الا ان الفريق رواده صد حارس المرمى الكبير مروان كنفانى – زوج الاعلامية نجوى ابراهيم – ضربة الجزاء ، الا ان " الشبل " فاروق جعفر خدعه وسجل منها هدف ، فثارت الجماهير ، ولم تكتمل المباراة نعود من هذا الاستطراد الى مباراة الزمالك وفريق دوكلا براغ ، حيث فوجئت الجماهير بالاعلان عن عودة اقامة المباراة بملعب الزمالك بميت عقبه .. وهو ما يعنى اذا كان متوقعا ذهاب اكثر من مائة الف الى الاستاد وانه سيمتلىء عن اخره ، فان الحضور لملعب الزمالك لن يقل بحال عن حضور بع مليون متفرج ، حيث كان الاستاد وقت ذاك يمثل للجماهير سفر ، وتعد مدينة نصر منطقة نائية ، ومواصلاتها صعبة ، بينما نادى الزمالك يمكن السير اليه على الاقدام .. وكانت الشوارع مختلفة وحتى النادى لم تكن به البوتيكات ، وكانت الجماهير تحضر كل التدريبات للزمالك وايضا الاسماعيلى الذى استضافه الزمالك بسبب الحرب لسنوات
الزمالك و دوكلا براغ.. 55 قتيل وعشرات المصابين وكنت واحدا ممن حضروا المباراة وذهبنا مبكرا للمدرجات انا وصديقى سعيد الشيشنى الذى كان بعدها النواة الاولى فى فريق المقاولين ومعنا عدد من اصدقاء الدراسة ، وكلما اقترب وقت المباراة نجد تدافع الجماهير ، حيث علمنا ممن دخلوا بعدنا ان الطوابير ممتده من باب النادى حتى تجاوزت كوبرى الزمالك ،وكان كوبرى حديديا مثل كوبرى ابو العلا فى ثلاثية جميله مع كوبرى امبابة الذى صار وحيدا وسط ترسانة الكبارى الاسمنتية وكان كلما دخل فوج من الممر المؤدى للمدرج دفع بالمتواجدين الى الامام حتى اصبحنا ملاصقين للسور الحديدى الفاصل بين المدرجات وأرض الملعب ، والهمنا الله ان نصعد فوق الفاصل دون انتظار لنقفز فوق الفاصل ذو الاسياخ الحديدية الى ارض الملعب ، وكدت ان افقد حياتى حيث اشتبكت رجل البنطلون بالاسياخ وان اقفز الى الداخل لولا ملاحظة اثنان من ابناء المنطقة التى اقيم بها تصادف وجودهما ( الاستاذان ابراهيم عسران وعبد الراضى ابو شامخ ) وما ان سقطت على راسى وقمت و دخلت ارض الملعب حتى سقط الفاصل الحديدى مع اندفاع الجماهير . وحدث هرج ومرج وماتت الجماهير تحت الاقدام حيث امتلآت ارض الملعب ب55 قتيل وعشرات المصابين اصابات خطره ، ولم يكن بوسع احد سوى وضع أوراق جرائد على جثث الضحايا والتى لم تكف لهذا العدد الكبير ونزل اللاعبين الى ارض الملعب فوجدوه اعجب من الخيال .. وارتسمت الصدمة والدهشة خاصة على اللاعبين الاجانب وعلى الفور عادوا الى غرفة الملابس المعلم عثمان..فوق القانون بعد المباراة توقعت الجماهير معاقبة المتسبب فى هذه الكارثة بنقل المباراة من استاد ناصر – حيث كان اسم الاستاد ثم تعدل الى استاد القاهرة مع قرار السادات بتغيير كل ما يحمل اسم ناصر – ورغم كل ما قيل عن ان وراء القرار عثمان احمد عثمان الا انه لم يتم اتخاذ اى شىء ضده ، لانه أحد رموز النظام ، وانتهت الازمة بصرف تعويضات للضحايا ، واستمرار الانشطة الرياضية ونعتقد ان ما يحدث مع مرتضى صورة مشابهه حتى لو كان هناك فارق كبير بين شخصية عثمان وشخصية مرتضى .. ولكن فى كل الاحوال يجمع بينهما ان النظام يحمى رموزه وهكذا تستمر الحياة فى مصر .. مقتل جماهير الزمالك ، كلاكيت تانى مره نوا حاسبوا عثمان زمان لكان حاسبوا اليوم مرتضى