- الاحتفالات الإسرائيلية "إهانة" لمصر وشعبها الوطني الشريف وتضحياته وشهدائه - كيف يتفوق القسام على إمبراطورية الأمن والاستخبارات المصرية التي يفوق عدد منتسبيها المليون جندي ومخبر - هنيئا للسلطات المصرية بثها الفرحة في صفوف وقلوب الإسرائيليين بقراراتها المتخبطة والفاقدة لمعايير الكرامة والعزة نستغرب هذا الاحتفال الرسمي والشعبي والإعلامي الإسرائيلي اللافت بقرار محكمة مصرية اعتبار "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" "جماعة إرهابية".. فهذه أضخم وأثمن هدية ممكن أن تقدمها السلطات المصرية لإسرائيل، وفي مثل هذا التوقيت بالذات، الذي تقدم فيه نفسها إلى العالم كضحية "للإرهاب الإسلامي"، وتحاول أن توظف الهجوم الدموي على مجلة "شارلي إبدو" في باريس لمصلحتها. القضاء في مصر الراهنة ليس له علاقة بالنزاهة والحرية والاستقلالية، وبات "مطية" للدولة، تستخدمه ضد خصومها، والإسلاميين منهم على وجه الخصوص، فهل يعقل أن يصدر هذا القضاء أحكامًا بالإعدام في حق 500 متهم في ساعات معدودة، ويحيل أوراقهم إلى المفتي للتصديق عليها؛ لأنهم شاركوا في مظاهرات احتجاجية ضد سياسات القبضة الحديدية؟ وهل يعقل أيضًا أن يقبل رئيس المحكمة الدستورية العليا (عدلي منصور)، السلطة القضائية الأعلى في البلاد أن يكون واجهة، أو شاهد زور، على انقلاب عسكري، ويتولى منصب الرئيس المؤقت، وهو من المفترض أن يكون أقوى من كل السلطات، وضمير شعبه القانوني والدستوري؟ السلطات تترنح في سيناء السلطات تترنح من شدة الضربات الدموية التي تتعرض لها قواتها في سيناء، وكان آخرها مقتل 30 جنديًّا في هجمات لعناصر تابعة "لولاية سيناء" فرع "الدولة الإسلامية" فاتسمت قراراتها بالتخبط، وآخرها اعتبار "جناح القسام" جماعة إرهابية. ندرك جيدًا أن النظام المصري الحالي لا يكن ودا لحركة "حماس" وقطاع غزة بالتالي، وأعلن عليها الحرب منذ اللحظة الأولى بعد إطاحة الرئيس المنتخب محمد مرسي، واتهمها باقتحام سجون مصرية للإفراج عن معتقلي قيادة حركة الإخوان المسلمين في الأيام الأولى للثورة المصرية، في الخامس والعشرين من شهر يناير عام 2011، وإطلاق وسائله الإعلامية لشن حملة تجريم وتشهير ضدها وقيادتها، باعتبارها الذراع الفلسطيني للحركة الخصم (الإخوان المسلمين)، ولكن ما لم يخطر على بالنا مطلقًا أن تصل هذه الكراهية إلى وضع الجناح العسكري للحركة على قائمة الإرهاب في حكم قضائي مزور ومسيس. القسام.. و3 عقود من النضال جناح "القسام" الذي خاض ثلاثة حروب ضد إسرائيل صمد خلالها صمود الأبطال، ونفذ عدة عمليات فدائية ضد أهداف إسرائيلية في قلب الأراضي المحتلة، وشلت صواريخه العمل في مطار تل أبيب، وأرسل أكثر من أربعة ملايين إسرائيلي إلى الملاجئ، لا يمكن أن يكون جناحًا إرهابيًّا، بل هو فخر للأمتين العربية والإسلامية، ومن يقول غير ذلك لا يمكن أن ينتمي إلى أي منهما. تصاعد أعمال العنف والإرهاب في سيناء تتحمل مسؤوليته السلطات المصرية وسياساتها الفاشلة، وليس حركة "حماس" أو جناحها العسكري الذي تحاول هذه السلطات تحويله إلى "كبش فداء" لتغطية اخفاقاتها. تدمير الأنفاق سلطات الانقلاب في مصرنا المحروسة أغلقت جميع الأنفاق تحت الحدود المصرية الفلسطينية، وخلقت منطقة عازلة بعمق كيلومتر وطول عشرة كيلومترات، وأجلت جميع السكان المصريين من المنطقة التي عاشوا فيها لمئات السنين، وأغلقت معبر رفح الحدودي لأشهر متواصلة، فكيف يمكن لجناح القسام أن ينشط في سيناء في هذه الحالة ويخترق هذه الحدود المحصنة، ويقوم بأعمال "إرهابية" مثلما تقول السلطات المصرية والمتحدثون باسمها؟ الترسانة الأمنية تفشل ثم كيف يستطيع هذا الجناح المشغول بالهم الاحتلالي الإسرائيلي، أن يتفوق على إمبراطورية الأمن والاستخبارات المصرية التي يفوق عدد منتسبيها المليون جندي ومخبر مزودين بأسلحة هي الأحدث في العالم؟ وإذا كان الجناح قام فعلا باختراق هذه الإمبراطورية الأمنية التي تمثل القوة الإقليمية الأعظم في المنطقة، وتستهلك ثلث ميزانية البلاد، فهذا يدينها، ويكشف هشاشتها، وإهدار المليارات من الدولارات التي تنفق عليها سنويًّا تدريبًا وتسليحًا. السلطات المصرية لا تكره حركة "حماس" وإنما الشعب الفلسطيني برمته، وأبناء قطاع غزة على وجه الخصوص، الذين خضعوا لحكمها الإداري لأكثر من ثلاثين عامًا قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وإلا كيف نفسر هذه المعاملة المذلة لهؤلاء في قطاع غزة، ودون أي تفرقة في معبر رفح والمنافذ الجوية والبرية الأخرى، إلى جانب تشديد الحصار التجويعي لخنقهم بالتنسيق مع الإسرائيليين؟ قهر الإمبراطورية العنصرية لا يضير جناح القسام إذا ما أطلقت عليه السلطات المصرية ومحاكمها صفة "الإرهاب" لأن هذا الجناح أشرف ما أنجبته الأمتين العربية والإسلامية قاطبة؛ لأنه يتصدى لأكبر دولة إرهابية عنصرية في العصر الحديث، ويدافع عن كرامة أمة وعقيدة، وسط خذلان وتواطؤ عربيين رسميين. هنيئا للسلطات المصرية بثها الفرحة في صفوف وقلوب الإسرائيليين بقراراتها المتخبطة والفاقدة لكل معايير الكرامة والعزة هذه، ونحن على ثقة بأن الشعب المصري الأصيل الذي قدم آلاف الشهداء انتصارًا للحق والعدالة والإنسانية والمظلومين، سيشعر بالخجل من هذه التصرفات، وإن كان لا يستطيع في معظمه التعبير عنها خوفًا من الالتحاق بأكثر من عشرين ألفًا من القابعين خلف القضبان، أو بأشقائه الذين سقطوا برصاص قوات المؤسسة الأمنية التي نجحت في قمعهم وفشلت فشلا ذريعا في سيناء. "رأي اليوم"