وقَّع أكثر من 100 من أعضاء الكونجرس الأمريكي على خطابٍ مدعومٍ من كبرى منظمات اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة، يطالب العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بالتحرك نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني. وأعدت الخطاب- الذي بلغ عدد الموقِّعين عليه حتى الآن حوالي 108 أعضاء من مجلس النواب الأمريكي- لجنة الشئون العامة الأمريكية- "الإسرائيلية" "إيباك" كبرى منظمات اللوبي الصهيوني الفاعلة في الولاياتالمتحدة. ويقود الجهود لجمع التوقيعات على الخطاب النائبُ اليهودي الديمقراطي براد شيرمان (الذي يمثل ولاية كاليفورنيا)، والنائب الجمهوري إد رويس (يمثل كاليفورنيا أيضًا). ورغم أن الخطاب يرحِّب بمبادرة السلام العربية التي أطلقتها السعودية، وتبنَّتها الدول العربية في قمة بيروت في العام 2002م فإنه ينتقد ما وصفه ب"ردِّ الفعل" السعودي على دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه من القاهرة الشهر الماضي للعالم العربي إلى الاعتراف بالكيان الصهيوني. وجاء في الخطاب: "إننا نشعر بخيبة أمل حتى الآن بسبب رؤيتنا لردِّ الفعل المعلَن من حكومتكم على طلب الرئيس أوباما، فبدلاً من التعبير عن الرغبة في تحطيم العوائق بين العرب و"الإسرائيليين"؛ أكد وزير خارجيتكم [الأمير سعود الفيصل] أن السعودية لن تتخذ أية خطوة نحو التطبيع قبل عودة جميع الأراضي العربية المحتلة في العام 1967م". ودعا الخطاب: "نحن نحثُّكم على التأكيد على دور قياديٍّ قويٍّ، والمساعدة في قيادة الشرق الأوسط نحو عصر جديد من السلام والمصالحة". وطالب الخطاب الملك عبد الله بأن يتم ذلك "من خلال التحرك قدمًا نحو القيام ببادرة دراماتيكية تجاه "إسرائيل"، مشابهة للخطوات التي اتخذها سابقًا قادة مصر والأردن". واعتبر الموقِّعون على الخطاب أن هذه الخطوة من جانب الملك عبد الله من شأنها "أن تفتح الباب أمام مستقبل أفضل، وتُعزِّز من المبادرة التي اتخذها الرئيس أوباما في القاهرة". ودعا النائبان شيرمان ورويس في بيان وزَّعاه على زملائهما في مجلس النواب إلى التوقيع على الخطاب؛ للضغط على السعودية لتخفيف شروطها الخاصة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني. واعتبر البيان مبادرة السلام العربية "خطوةً مهمةً"، لكنه قال إنه "ليس كافيًا بالنسبة للسعوديين أن يقدِّموا اقتراح سلام ويعاملوه باعتباره وثيقةً يجب قبولها كاملةً أو تركها كاملةً؛ بحيث يتعيَّن على "الإسرائيليين" تحقيقُها بالكامل قبل أن تقوم الدول العربية بأية خطوات ملموسة نحو السلام مع إسرائيل". وتتزامن حملة التوقيعات على الخطاب في مجلس النواب مع حملة توقيعات مشابهة في مجلس الشيوخ الأمريكي، يقودها السيناتور الديمقراطي إيفان بايه والجمهوري جيمس ريش على خطاب يطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالضغط على الدول العربية؛ لتقديم مبادرات تقارُب، تهدف إلى إنهاء المقاطعة العربية للكيان الصهيوني. ويطالب الخطاب أوباما بالضغط على الدول العربية للقيام بخطوات من شأنها أن "تضمن إنهاء مقاطعة الجامعة العربية ل"إسرائيل"، والالتقاء العلني بمسئولين "إسرائيليين"، وإنشاء علاقات تجارية مفتوحة مع "إسرائيل"، وإصدار تأشيرات دخول للمواطنين "الإسرائيليين"، ودعوة "إسرائيليين" للمشاركة في المؤتمرات الأكاديمية والمهنية، والأحداث الرياضية". كما يطالب الخطاب أوباما بالضغط على العرب؛ من أجل إنهاء ما وصفها ب"حملات الدعاية الرسمية التي تشيطن "إسرائيل" واليهود". وكانت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية قد كشفت هذا الأسبوع أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعث برسائل خطية إلى زعماء 7 دول عربية، من بينها مصر والسعودية والأردن والبحرين والإمارات، يطالبها فيها باتخاذ "إجراءات لبناء الثقة" مع "إسرائيل" مقابل الضغط على الكيان الصهيوني؛ من أجل إيقاف النشاط "الاستيطاني" في الضفة الغربية المحتلة