نفذ عشرات الآلاف من عمال البلديات في جنوب أفريقيا اليوم الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي إضرابا عن العمل، في محاولة منهم لحمل الحكومة على تلبية مطلبهم الرئيسي المتمثل في زيادة الأجور. وشهد اليوم الأول من الإضراب أمس الاثنين صدامات في جوهانسبيرغ ومدن أخرى بين قوات مكافحة الشغب وعدة مئات من عمال البلديات. واندلعت الصدامات بينما كان هؤلاء المتظاهرون يحتجون على عدم استجابة الحكومة لمطلبهم بزيادة رواتبهم بنسبة 15%.
وتعرض الحكومة زيادة فورية في الرواتب بنسبة 11.5% على أن ترتفع مطلع العام المقبل إلى 13%.
وخلال احتجاجات أمس الاثنين أصيب ما لا يقل عن 12 واعتقل نحو 30 من المتظاهرين الذين قام بعضهم بقلب حاويات القمامة في الشوارع.
واستخدمت قوات الأمن الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين. وقال الناطق باسم نقابة عمال البلديات فنسنت فينا إن الاحتجاجات ستستمر في مختلف مناطق البلاد من أجل الضغط على الحكومة كي تلبي مطالب المضربين، معتبرا أن الاحتجاجات كانت سلمية.
وفي تعقيبه على الاحتجاجات قال وزير العمل الجنوب أفريقي ممباثيسي مدلادلانا إن تصرفات المتظاهرين تشوه مطالبهم وتقوض حقهم في التظاهر.
وأضاف الوزير أن المظاهرات التي نظمت أمس تحولت إلى حالة من الفوضى، معددا أعمال العنف التي تتهم الحكومة المضربين بتنفيذها في مدن البلاد الرئيسية. وشلت احتجاجات الاثنين مرافق عامة مثل الحافلات والمصحات ومواقف السيارات.
وكانت جنوب أفريقيا قد شهدت الأسبوع الماضي احتجاجات عنيفة على تدني مستوى الخدمات العامة من جانب الحكومات المحلية التي يسيطر على أغلبها حزب المؤتمر الوطني الحاكم بقيادة الرئيس جاكوب زوما.
وتأتي الاحتجاجات والاضطرابات في ظل ركود اقتصادي تشهده جنوب أفريقيا التي بلغت نسبة العاطلين فيها 23.5%، في حين أن 43% من سكان هذا البلد يعيشون على أقل بدولارين في اليوم.
وهناك مخاوف من أن تؤثر الاضطرابات الاجتماعية التي تكثر في هذا الفصل على عملية تنظيم جنوب أفريقيا لبطولة كأس العالم لكرة القدم العام المقبل.