- المنظمات الدولية تتعاطف معهم وتحاول مساعدتهم وزعماؤنا يتعاونون مع الصهاينة ويتحالفون ضدهم - المواطنون لجأوا للخيام البدائية بعد هدم سلطات الاحتلال لمنازلهم - الحصار اشتدت وطأته بعد انقلاب 3 يوليو وكان له تأثيرات كارثية على الجميع الأزمات والعقبات التي تعترض حياة الغزيين لم تتوقف منذ فرض الحصار الاسرائيلي، لكنها ازدادت حدتها في الآونة الاخيرة وتفاقمت بشكل كبير بعد انقلاب الثالث من يوليو في مصر، والذي كان له نتائج وخيمة على واقع الغزيين من حيث هدمت الأنفاق التي كانت مصدر رزق لهم يسد احتياجاتهم اليومية. ومع شدة الأمطار حاول السكان تثبيت خيامهم التي عصفت بها الرياح وغزتها الأمطار، ووقفوا على أعتابها يستذكرون منازلهم التي شردوا منها وتحولت لأثر بعد عين بعد أن كانت تأويهم من برد الشتاء القارص. ولا يمثل العدوان العسكري الذي تشنه سلطات الاحتلال الصهيوني بحق قطاع غزة في كل فترة إلا جزءا من صورة المأساة التي يعيشها المواطنون على الرغم من الكوارث التي تنتج عنه سواء في أعداد الشهداء والجرحى، أو هدم البيوت ,واستهداف الآمنين في بيوتهم، فقطاع غزة يشهد واقعا صعبا، ويعيش المواطنون ظروفا غاية في البؤس والألم، في ظل حصار متواصل أبدع المحتل الصهيوني في تشديده وإحكام قبضته، وتتفاقم المعاناة في بدء المواسم أو المناسبات فصل الشتاء يمثل أحد نماذج المعاناة التي يحياها الغزيون فهو يشكل لهم خوفًا وقلقًا لما يحدث في كل فصل شتاء من كوارث ونتائج وخيمة سواء على صعيد الأشخاص، أو البنية التحتية . مساكن الخيام لكن الفئة التي يمثل لها فصل الشتاء كابوسًا حقيقًا هم أصحاب البيوت المهدمة التي دمرتها طائرات الاحتلال الصهيوني في عدوانها الأخير على غزة؛ حيث لم يتم بناء هذه المباني لأصحابها، فلجأ البعض منهم إلى أماكن اللجوء ومراكز الإيواء، غير أن هناك من لم يستطع أن يوفر لنفسه مكانا بين هذه المراكز، فاضطر لينصب خيمة على أنقاض بيته المهدم، ليأوي فيها، رغم أنها لا تملك مقومات الإيواء أو الحماية سواء من برد الشتاء أو حرارة الصيف . الحاج أبو أحمد شمالي واحد من أولئك المتضررين من سياسة هدم البيوت التي اتبعتها سلطات الاحتلال في الحرب؛ حيث دمرت الطائرات الصهيونية بيته بالكامل , فبعد أن كان ينعم بمسكن واسع تتعدى مساحته 600 متر يسكن اليوم هو وأكثر من 25 فردًا من عائلته في خيمة متواضعة لا تكفي في وسعها لبضعة أشخاص، فكيف إن كانت لا تتوفر فيها إلى جانب ضيق مساحتها أي مقومات الحماية والتدفئة، وأساسيات الحياة التي لا يمكن أن يستغني عنها الإنسان. كوابيس مرعبة وفي سؤالنا له عن ظروفهم التي عاشوها في ظل المنخفض الجوي الشديد قال الحاج أبو شمالي إنهم يعيشون أوضاعًا سيئة في الظروف العادية فكيف في ظل هذا المنخفض الجوي الذي تأثر منه أصحاب البيوت المكيفة. وتنهّد قليلا ثم أكمل حديثه بكلمات متقطعة، وبنبرة ممزوجة بالدموع قائلا: عشنا في كوابيس مرعبة لدرجة أننا تمنينا أن لا تسقط الأمطار نهائيًّا على ما فيها من خير لكل شيء، وذلك لشدة ما نواجهه من الغرق، والرياح العاتية، والبرد الشديد . ويضيف "شمالي" في حديثه" لعلامات أون لاين" أن مياه الامطار دخلت إلى الخيمة فأغرقت ما فيها من مقتنيات وحوائج، كما أشار إلى عواصف الرياح التي كادت أن تقتلع الخيمة من أوتادها. أما المواطن محمد اللوح فلا تختلف مأساته عن المواطن شمالي إذ قال إننا لا نستطيع العيش في ظل هذه الظروف الباردة، مشيرًا الى أن الامطار تغمر الخيام وتخترقها لتتساقط عليهم وعلى أطفالهم، متسائلا هل يمكن للخيمة أن تحمينا من الشتاء بما يحمله من أمطار، ورياح عاصفة، وبرد قارس . وعبّر اللوح عن خشيته من أنه إذا لم يتم إعمار منازلهم بأسرع وقت ممكن فإنهم بانتظار معاناة أخرى ربما تكون أشد وأقسى مما هي عليه الآن، وهي قدوم فصل الصيف الذي تشتد فيه الحرارة، وتزداد داخل الخيام، وبالتالي ستزداد المأساة وتتفاقم المعاناة أكثر، مناشدًا الجهات المانحة والمؤسسات المعنية بالإعمار بضرورة الإسراع في بناء البيوت المهدمة . ويعيش أكثر من 16 ألف أسرة في قطاع غزة في ظروف مشابهه لوضع المواطِنَين أبو شماله واللوح بعد تدمير بيوتهم من قبل طائرات الاحتلال الصهيوني . المعاناة عامة وإن كان الحديث عن أصحاب البيوت المهدمة وما عاشوه في ظل المنخفض الجوي الشديد من أوضاع كارثية مأساويًّا فليس معنى هذا أن غيرهم من المواطنين الذين لم تهدم بيوتهم يعيشون في أحسن حال، وأهدأ بال، فالمنخفضات الجوية تشكل لدى الغزيين هاجسًا وقلقًا كبيرًا، وذلك لأن البنية التحتية في قطاع غزة مهترئة بالكامل , وأجهزة الصرف والمعدات اللازمة للتغلب على العقبات والمشاكل التي تحدثها المنخفضات غير موجودة أو معطلة أو إن وجدت فهي لا تغطي العجز، وذلك بسبب فرض الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والذي حال دون إدخال المعدات اللازمة والأجهزة المخصصة لتصريف المياه . وفي بيان أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية فإن ثلاثة أطفال لقوا مصرعهم بسبب البرد الشديد، بالإضافة إلى وفاة صياد غرقًا داخل البحر بعد أن أخذه الموج بسبب شدة الريح، كما أصيب 10 مواطنين آخرين جراء عمليات الاصطدام أو سقوط بعض الأدوات عليهم من الأسطح والمرتفعات . أزمة الكهرباء لكن أبرز سمات المعاناة التي عصفت بالغزيين خلال المنخفض هي انقطاع الكهرباء المتواصل عن البيوت؛ حيث عمّ الظلام كافة محافظات القطاع ومن شأن غياب الكهرباء عن المواطنين حرمانهم من تشغيل أجهزة التدفئة، والأجهزة اللازمة لاحتياجات البيت فضلا عن حرمانهم من إنارة البيوت، كما أن غيابها يؤدي إلى انقطاع المياه، وذلك لأن إيصال المياه مرتبط بوصول الكهرباء للبيت لتشغيل المولدات. ويعاني سكان القطاع من أزمة حادة في الكهرباء؛ حيث تصل مدة انقطاع الكهرباء إلي 15 ساعة في الظروف العادية، لكنها تزداد مع قدوم فصل الشتاء وتتفاقم في ظل المنخفضات الجوية، وكان من نتائج انقطاع الكهرباء على السكان وفاة 27 شخصًا في فترات متفاوتة نتيجة الحرق والاختناق، من بينهم أكثر من 20 طفلا , وبدأ العام الجديد 2015 بوفاة طفلين من عائلة الهبيل على نفس المشكلة . بمثابة الشريان الرئيسي لتزويد سكان غزة بالغذاء والدواء، بالإضافة إلى إغلاق معبر رفح المتواصل من قبل السلطات الانقلاب. "الظلام والبرد" ويقول مسئولو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) ووزارة التعليم في غزة، أن آلاف التلاميذ سيواجهون "الظلام والبرد" هذا الشتاء في فصول دراسية ضعيفة الإضاءة وقليلة الأثاث. وقال خالد راضي المتحدث باسم وزارة التعليم في غزة، أن أكثر من 170 مدرسة ما زالت لم ترمم من الأضرار الجزئية التي لحقت بها خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة. وتدير الأونروا حوالي 200 مدرسة في قطاع غزة يتعلم فيها نحو نصف طلاب القطاع البالغ عددهم 450 ألفًا. وقالت الوكالة إنها تمكنت من الحصول على بعض المواد من جهات محلية لإصلاح معظم مدارسها التي تضررت خلال القصف الإسرائيلي بالقنابل والمدفعية يبلغ عددها 50 مدرسة لكن بعضها لا يزال بحاجة إلى زجاج واسمنت وحديد. وقال عدنان أبو حسنة مستشار الأونروا الإعلامي في غزة في تصريحات صحفية إن خطط بناء 100 مدرسة جديدة في غزة لتخفيف تكدس الفصول توقفت بسبب الحصار الإسرائيلي. وكانت منظمات الأممالمتحدة العاملة في قطاع غزة قد حذرت من كارثة إنسانية تضرب القطاع المحاصر إسرائيليًّا منذ يونيو 2007 وتزيد معاناة سكانه بحلول فصل الشتاء وما يصاحبه من برودة ورياح عاصفة وأمطار غزيرة. وقالت المنظمات في تقرير لها إن فصل الشتاء سيتسبب في كارثة إنسانية بغزة، فالخيام التي تقطنها العائلات التي هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازلها خلال عدوانها الأخير على القطاع لا تستطيع الصمود في وجه الرياح والأمطار. ودمر الاحتلال أكثر من 3500 وحدة سكنية بالكامل على رؤوس قاطنيها، وشرد عشرات الآلاف من الأسر، وألحقت شظايا نيرانه وقذائفه الصاروخية أضرارا جسيمة بخمسين ألف وحدة سكنية". ويحتاج القطاع إلى نحو 60 ألف وحدة سكنية بشكل عاجل لإيواء المتضررين من الحرب بتكلفة مليار دولار أمريكي على الأقل. .