تتزايد انتشار الشركات الصينية بسرعة الصاروخ نحو النجاح، فبعد الطفرة التي حققتها شركة لينوفو في مجال تصنيع الحواسيب المحمولة متوسطة السعر والإمكانيات، جاء وقت شركة شيومي والتي أثبتت بجدارة مكانها بين كبار مصنعي الهواتف الذكية المحمولة، وربما تصبح الكبيرة في وقت ليس بالبعيد. فقد استطاعت شركة «شيومي» الصينية أن تجد مكانًا لها بين الكبار في الربع الثالث من العام الجاري، وذلك بعد أن حلت في المركز الثالث كأكبر مصنع للهواتف الذكية في العالم، واستمر هذا النجاح وتزايد في الربع الرابع. وتقول جارتنر، في تقرير لها: إن حصة شيومي في السوق قد قفزت بنسبة 300% لتصل إلى 5.2% وهذا الرقم يعني ارتفاعًا كبيرًا لما كانت عليه حصة الشركة السوقية في العام الماضي والذي كان 1.5% فقط. اللافت في الأمر أن شيومي تبيع منتجاتها في عدد قليل من الأسواق أهمها الصينوالهند وماليزيا وسنغافورة، ولكنها لم تنطلق بعد إلى العالمية ولم تتوجه إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية، حتى إنها لم تصل مصر حتى الآن، وهو ما يشير إلى احتمالية أن تصبح شيومي الشركة الرائدة عالميًّا في تصنيع الهواتف الذكية قريبًا. وتتبع الشركة الصينية سياسة مختلفة بعض الشيء مع الأرباح؛ حيث إنها تقلل هامش الربح في مقابل المبيعات، وتقوم باستثمار كل ما لديها من الأرباح في العمل مجددًا، ويبدو أن هذا هو سر النجاح. وتتميز هواتف شيومي بأسعارها المنخفضة مقارنة بمواصفات الهواتف التي تقدمها، وهو الأمر الذي يهدد مكانة شركتي آبل وسامسونج في الأسواق مما يضطرهما للجوء لنفس الطريقة وهو بالتأكيد ما لن يرضيهما أو ما سيجبرهما على التراجع لصالح الشركة الصينية. وفي بداية الشهر الجاري، أعلن الرئيس التنفيذي للشركة «لي يونيو» أن شركته قد تصبح أكبر صانع للهواتف الذكية في العالم خلال 5 إلى 10 سنوات قادمة، مما يعني أن الشركة الصينية تخطط لإزاحة سامسونج وآبل من أعلى قائمة أكبر الشركات إنتاجًا للهواتف الذكية. ووفقًا لرويترز، قال أحد مديري شركة شيومي «هوجو بارا»: إن الشركة كانت قد شحنت 200 ألف هاتف في أسبوع واحد إلى الهند، وهذه ليست دائمًا مهمة سهلة، ولتلبية الطلبات على هواتفها وحسب جدول التسليم قامت الشركة باستئجار رحلات خاصة لتوصيل شحنات من هواتفها إلى الهند. وتقوم حاليًّا بإجراء محادثات مع مصنع فوكسكون؛ لبدء إنتاج الأجهزة في الهند خلال سنة أو سنتين على الأكثر، بالإضافة إلى رغبتها في دخول السوق البرازيلية، بينما أجلت خطوة دخول الأسواق التركية والروسية والمكسيكية إلى العام المقبل، وذلك لمحاولة الوفاء بطلبات الأسواق الآسيوية الموجودة بها بالفعل، وهو ما سيمكِّنها بالفعل لتكون الكبرى بين الشركات في وقت قريب. إن كانت شيومي قد حققت هذا الإنجاز، فبالتأكيد هواوي هي الأخرى استطاعت إثبات نفسها في الكثير من الأسواق ووصلت إلى العالمية، وتواجدت بكثرة في الأسواق المصرية، فإن لم تكن قد سمعت عن الشركة إلا من الرئيس عبد الفتاح السيسى فعليك بقراءة السطور التالية: هواوي شركة صينية تعمل في مجال الاتصالات وتقوم بصنع أجهزة الهاتف والمودم، تم إنشاؤها سنة 1988 ومقرها مدينة شينزهن. الشركة ليست معروفة فقط بالهواتف الذكية، بل إن معظم أجهزة المودم الموجودة في مصر من هواوي، هذا بخلاف أبراج الإرسال لشبكات المحمول. وعملت هواوي في مصر لمدة 15 عامًا، وأرست قواعدها كواحدة من أكبر الشركات المزودة لمعدات الاتصالات في البلاد. وفي مارس الماضي، أعلنت شركة هواوي عن أسرع نمو في الأرباح تحققه خلال أربع سنوات، وذلك بعد ارتفاع عائدات قطاعي المشاريع والمستهلكين، والتي تخطت عائدات قطاع بناء الشبكات بكثير. واستفادت الشركة التي تُعتبر ثاني أكبر مصنع لمعدات الاتصالات السلكية واللاسلكية في العالم، من الشركات التي بدأت تستثمر بكثافة في الخدمات السحابية وخدمات الحوسبة المتنقلة. كما استفادت هواوي من قطاع الهواتف الذكية؛ حيث تمكنت الشركة العام الماضي من شحن الكثير من الهواتف لتحتل المركز الثالث كأكبر منتج في العالم لهذه الفئة من الأجهزة، والتي استطاعت مواطنتها شيومي التفوق عليها في الربع الثالث من العام الجاري لتحتل هي المرتبة الثالثة. وقالت هواوي، في بيان لها: إن صافي أرباحها لعام 2013 ارتفع بنسبة 34.4% ليبلغ ما يعادل 3.38 مليارات دولار، كما بلغت قيمة الأرباح التشغيلية 4.68 مليارات دولار، وهذا الرقم يقارب ما كانت تتوقعه، بينما لم تكشف الشركة حتى الآن عن صافي أرباحها في 2014. وكانت عائدات هواوي في عام 2013 قد بلغت رقمًا قياسيًّا وصل إلى 38.44 مليار دولار مقارنة بالرقم الذي خططت له والذي تراوح بين 38.28 و38.60 مليار دولار، وذلك نظرًا لتحسن هوامش الربح للسنة الثانية على التوالي. ونمت عائدات هواوي في الصين، التي تُعتبر ثاني أكبر سوق للشركة، بعد أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، بنسبة 14% مقارنة بعام 2012 لتشكل ثلث إجمالي المبيعات. وارتفعت عائدات قطاع شبكات الاتصالات بنسبة 4% لتشكل 26.78 مليار دولار، وهذا يشكل ما نسبته 70% من إجمالي مبيعات الشركة. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد التقى السيدة «صن يافانج» رئيسة شركة هواوي أثناء زيارته لبكين، وتبادلا وجهات النظر حول تطوير التعاون بين مصر وهواوي في مختلف المجالات، بما في ذلك شبكات الاتصالات والنهوض بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ورغم عدم تغير سوق الهواتف الذكية كثيرًا في الفترة الماضية من حيث ترتيب الشركات، إلا أن الحصص السوقية تنذر بصعود الشركات الصينية الناشئة بقوة نحو القمة في السنوات القليلة القادمة، خاصة مع تعدد المنتجات والمواصفات، واستغلال بعض الشركات للأسواق الناشئة لتحقيق مبيعات مرتفعة. أما مواطنتهما الثالثة والتي استطاعت أن تحقق إنجازات كبرى ولكن في مجال الحواسيب المحمولة فكانت لينوفو، والتي أصدرت آخر تقاريرها المالية في سبتمبر الماضي بنسبة نمو 7% في الإيرادات الفصلية. وحققت الشركة الصينية نحو 262 مليون دولار أمريكي من الأرباح في هذا الربع الأخير، مما جعلها تمتلك حاليًّا نحو 3.2 مليارات دولار أمريكي من الاحتياطات النقدية الصافية. ومقارنة بالعام الماضي، شهدت الشركة زيادة بنسبة 7% في الإيرادات الفصلية كما شهدت العائدات قبل احتساب الضرائب نموًّا أيضًا بلغت نسبته 24%. وبالإضافة إلى ذلك، فقد قامت شركة لينوفو في الربع الثالث من هذا العام بشحن عدد قياسي من الهواتف الذكية بحيث تمكنت الشركة في المجموع من شحن 35.6 مليون وحدة متنوعة بين الهواتف الذكية، والحواسيب والأجهزة اللوحية. الدليل القوي على نمو شركة لينوفو هو استحواذها على شركة موتورولا أول العام الجاري، والتي ستحقق من ورائها أرباحًا كبيرة؛ لأنها تنافس في السوق الصينية للتليفونات الذكية، دون وجود على الساحة العالمية، ولكن بإتمام صفقة الاستحواذ ستتمكن من المنافسة في الأسواق الأوروبية والأمريكية ولا سيما أن موتورولا متعاقدة مع أكبر شركات الاتصالات في الولاياتالمتحدة، كما أنها تحتل المركز الثالث في الأسواق الأمريكية للتليفونات الذكية خلف سامسونج وآبل. وستستفيد الشركة الصينية أيضًا بشكل كبير من الخبرة الواسعة التي تمتلكها موتورولا في مجال تكنولوجيا الموبايلات سواء على صعيد المكونات الداخلية أو التصميم الخارجي، مما سيؤهلها للوصول إلى ما تريد في وقت قصير جدًّا.