نقلت الإذاعة العبرية العامة عن مصدر عسكري رفيع قوله إنه من المستبعد أن تكون تنظيمات فلسطينية تسعى لامتحان قدرة إسرائيل على التحمل بواسطة استئناف إطلاق الصواريخ. وقالت إنه للمرة الأولى منذ نحو الشهر ونصف الشهر، وللمرة الثالثة منذ انتهاء عدوان «الجرف الصامد» على قطاع غزة سقطت قذيفة هاون من غزة داخل واحدة من المستوطنات المحيطة بغزة، وتعتقد جهات في إسرائيل أن ذلك بمثابة اختبار نوايا لها، ورغم أن القذيفة لم تتسبب بخسائر أثارت حالة من الرعب، لا سيما بعدما تعالت صافرات الإنذار التي كاد ينساها الإسرائيليون منذ انتهاء العدوان في 26 أغسطس، ونقل عن المؤسسة الأمنية داخل إسرائيل أن الحالة الاقتصادية في قطاع غزة خطيرة ولا تساهم في تهدئة الأوضاع لا سيما أن قرارات الترميم والبناء عالقة. وبخلاف الموقف السياسي الرسمي في إسرائيل يؤكد حاييم يالين رئيس المجلس الإقليمي المسؤول عن المستوطنات المحاذية لغزة أن مثل هذه الصواريخ تذكّر بفشل الرهان على القوة المفرطة فحسب، وفي حديث للقناة الإسرائيلية العاشرة قال يالين أمس «يخطئ من يظن أن قوة الردع العسكرية هي الحل الذي يوفر الهدوء في منطقة «غلاف غزة»، وتابع «تحسم الحروب على يد الدبلوماسيين والسياسيين الذين يؤمنون بالسكينة والأمن بشجاعتهم في اتخاذ قرارات جريئة»، وشدد "يالين" الذي سيشارك في انتخابات الكنيست ضمن قائمة « هناك مستقبل» برئاسة يئير لبيد، وبعكس المزاعم الإسرائيلية الرسمية، على أن إسرائيل فوتت فرصة غير اعتيادية بعد « الجرف الصامد « لتحقيق تسوية طويلة الأمد، وتابع القول «وعوضًا عن ذلك وجدنا أنفسنا مع ساعة رملية تنذر بنشوب حرب جديدة». ووافقه حسبما نشرت القدس العربي سكرتير عام مجموعة المستوطنات التعاونية (الكيبوتسات) إيتان بروشي الذي عقب على القذيفة الثالثة بالقول إن سكان الجنوب يشعرون مجددًا بضعف وقلة حيلة الدولة، مشيرًا في تصريح لإذاعة الجيش أمس، إلى أن الهدوء الذي ساد بالآونة الأخيرة ثبت أنه وهم في واقع لا يتغير بصرف النظر عن عدد الحروب التي تشنها إسرائيل. وأضاف «في واقعنا المركب لا حل سحريًّا ناجعًا، ونحن نتوقع من رؤساء الدولة العزوف عن الاعتبارات السياسية الداخلية، والاهتمام بسكان الجنوب فعلا، وهم الأبطال الفعليون الذين يقفون بوجه النار، وينتظرون أن تفي الحكومة بوعود دعمها لهم». يشار أن بعض رؤساء الحكم المحلي في منطقة غلاف غزة أمثال حاييم يالين كانوا قد دعوا خلال الحرب الأخيرة لرفع الحصار عن غزة، والسماح لأهاليها ببناء مطار وميناء حتى يكون لديهم ما يخسرونه، ويتوقفوا عن إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، لكن حتى الآن ما زال هذا الصوت في إسرائيل خافتًا لا سيما أنها مشغولة جدًا بالانتخابات العامة، وبالتطورات الدرامية في حلبتها الحزبية.