منازل آيلة للسقوط بعضها مبنى بالطوب وأخرى بالخشب والصفيح غارقة في مياه المجارى والقمامة تحيطها من كل اتجاه، إنها عزبة أبو حشيش التابعة لحى حدائق القبة. البداية، كانت هناك مخاوف بسبب ما يتردد عن حال سكان العزبة من البلطجة وانتشار المخدرات، إلا أن الأمر تغير عندما اصطحب أحد شباب العزبة طاقم "مصر العربية"، لرصد مشاكل أهالى المنطقة التي تشتهر بتجارة الخردة. " أنا عايزة المحافظ يجيلى"، هكذا تحدثت بسيمة عوض مطالبة بنزول الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة إلى المنطقة لكى يشاهد المأساة التي يعيشون فيها قائلة: "احنا بننام في المجارى هنروح فين مالناش غير الأوضة دي والبيت هيقع، وقدمت شكاوى في قسم وحى حدائق القبة، وودن من طين وودن من عجين، لحد ما السقف وقع وأصحاب البيت والسكان مشيوا وأنا ماليش مكان تانى". وتضيف الحاجة سنية عبد اللطيف البالغة من العمر 60 عامًا: "كل يوم والثانى المجارى تضرب وأنا قاعدة في الأوضة لوحدى، فضلت أنزح فيها لحد ما تعبت، سبتها وطلعت نمت في الشارع في عز الثلج، أنا ست كبيرة وعايزة لو أوضة متر في متر، بس أعرف أعيش وأنام، أنا مش حمل البهدلة". وأوضح محمد فؤاد أحد سكان المنطقة، أن أغلبية الأهالى يعملون في الخردة، والكاوتش، ويحرقونها ليلاً لاستخلاص بعض المعادن من النحاس والألمنيوم أسفل كوبرى غمرة، ما يؤدى إلى تصاعد الأدخنة بشكل مستمر وإصابة أهالى المنطقة، وخاصة الأطفال بأمراض مزمنة، مطالبًا الحكومة بسرعة التدخل لإنقاذهم من مافيا الخردة. وأكد محمود أحد شباب العزبة، أن البيوت كلها آيلة للسقوط، ولكن حينما جمعوا الأموال "سلف"، لكى يعيدوا بناء منازلهم بطريقة صالحة للاستخدام الآدمى، تم تحرير محاضر لهم، متسائلاً: "هي الحكومة عايزة إيه بالضبط، عايزة الناس تموت تحت البيوت يرضي ربنا؟! هيرضي الحكومة"! " المجارى غرقتنا ومش عارفين نعمل إيه وبننام في الشارع والبيوت هتقع"، هكذا تحدثت عواطف أحمد إبراهيم، موضحة أنها تعيش هي وأسرتها المكونة من 7 أفراد داخل حجرة وحمام مشترك وزوجها أرزاقى يعمل يومًا بيوم ولا تستطيع تحمل دفع إيجارات في شقة جديدة، مطالبة محافظ القاهرة بإيجاد حل للأهالى. ومن ناحية أخرى، قال اللواء يحيى هلال، رئيس حي حدائق القبة، إن منطقة عزبة أبو حشيش تصنف ضمن المناطق العشوائية التي بنيت فيها المنازل بشكل عشوائي ولا يوجد بها صرف صحى، مشيرًا إلى أن الحى يرسل شفاطات بشكل يومى لرفع المياه. وأضاف هلال: "المنطقة تطور ضمن خطة العشوائيات بتكلفة مالية تصل إلى 17.5 مليون جنيه، حيث من المقرر إدخال الصرف الصحي، علاوة على إنشاء مركز طبى وثقافى". وأخيرًا أوضح هلال أن أغلبية سكان المنطقة يعملون في الخردة، لذلك هي مليئة بالقمامة ولا يستطيع أحد الدخول إليها بسبب انتشار البلطجة وتجارة المخدرات.