جاءت تسريبات التسجيلات الصوتية لتلقي حجرا ضخما في طريق الانقلاب المليء بالمطبات الصناعية التي يصنعها الخروج اليومي المثير للثوار, وألقت بظلالها علي افتتاح بركان الصراع بين قيادات العسكر بصورة علنية لأول مرة، فبينما ادعي بعضهم أن التسريبات هي محض فبركة, ادعي آخرون عبر وسائلهم الإعلامية التي سبق أن أطلق عليها قائد انقلابهم.. الأذرع الإعلامية!! حيث قال أحد هذه الأذرع نيابة عن بعض قادة العسكر أن تلك التسريبات قام بها أحد ضباط المخابرات, وتم إبعاده, ومن المؤكد أنهم كانوا يريدون من وراء ذلك تقزيم حجم الخيانة والصراع الذي كان مكتوما بين قادة الانقلاب وبعضهم البعض, واختصاره في خيانة أحد الضباط, ويقولون أنهم أبعدوه, بينما لو كان ما يقولوه فيه شيء من الحقيقة فقط لأعدموا ذلك الضابط المزعوم. لكن الحديث الغالب لديهم علي كل حال أن تلك التسجيلات مفبركة حتي أنهم يقولون أنه قد تم إحالة التسريبات المفبركة للقضاء العسكري ليحكم في صحتها.. يعني حضراتهم يعطون التسجيلات لقضائهم العسكري ويقولون له قل لنا رأيك في التسجيلات المفبركة دي!! مؤذن الداخلية يؤكد صحة التسريبات: نكشف هنا لأول مرة عن مفاجأة مذهلة تؤكد صحة تلك التسجيلات الصوتية التي سبق أن شهد أيمن نور بصحتها, وقال أنه يعرف بعض من وردت أصواتهم في التسريب معرفة شخصية, وخص منهم اللواء ممدوح شاهين, وقال أن صوته وأسلوبه أيضا في الكلام يدل علي أنه هو مائة بالمائة.. أما ما نكشفه نحن اليوم فهو أن فقرة التسجيل الصوتي بين ممدوح شاهين ووزير داخلية الانقلاب حملت مفاجأة في خلفيتها, فعندما تدقق في الاستماع ستجد أن صوت أحد المؤذنين لمسجد قريب من مقر مكتب وزير الداخلية بمنطقة المهندسين يتداخل صوته مع صوت شاهين وإبراهيم في إحدي الفقرات, وكان المؤذن يقيم الصلاة وقتها, وقد جاء صوته في التسجيل بنفس صوت المؤذن وطريقة أدائه في إقامة الصلاة, مما يؤكد تماما أن تلك التسريبات حقيقية ولا تقبل الشك. أضف إلي ذلك أن من يقوم بالفبركة فمن المؤكد أنه لن يهتم بفبركة صوت مؤذن يقيم الصلاة بالطبع. كما أن الذي يريد أن يفبرك لم يكن ليختار حكاية تزوير المكان الذي يقيم فيه الرئيس مرسي, ولكان قد قدم لنا فبركة تحكي مثلا عن كيفية مؤامرة الانقلاب وتجميع البلطجية وإثارة غضب الناس بالمشكلات المفتعلة, وتدبير المؤامرات المستمرة للرئيس.. يعني كان فيه أشياء أكبر من ذلك لو أن هناك تفكير في الفبركة أو علم بها علي هذا النحو الطبيعي الخالص كان قد فبرك ما قمتم به فعلا في المؤامرة الكبري علي الرئيس.