ذكرت صحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية في تقرير أخير لها أن الزيارة الأخيرة لنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لتركيا كانت من أجل تقريب وجهات النظر بين البلدين فيما يتعلق بزيادة الدعم التركي لثوار سوريا المعتدلين، الذين يقاتلون ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا ب "داعش" والنظام السوري. وأشارت الصحيفة في تقرير بتثه على موقعها الإليكتروني إلى أن الخلاف لا يزال مستمرا بين الجانبين حول أولويات الحرب الحالية في سوريا فهل تكون الأولوية لمحاربة تنظيم داعش أم لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد .. لافتة إلى أن مسؤولي من واشنطن قالوا إن الثوار السوريين قد ينشأون في نهاية الأمر مناطق آمنة داخل سوريا وهو الإجراء الذي تضغط أنقرة على واشنطن من أجل تنفيذه. وأوضحت الصحيفة أن تلك المناطق، والتي قد تكون قريبة من الحدود السورية التركية، لن يتم دعمها بمنطقة حظر جوي، لكنها تتطلب عملية عسكرية واسعة النطاق للتخلص من للدفاعات الجوية للنظام السوري الأمر الذي قد يدعمه الطيران الأمريكي، وأقرب مثال على ذلك هو معركة عين العرب "كوباني" والتي تنفذ بها واشنطن غارات جوية دعما للمقاتلين ضد داعش. وتابعت الصحيفة "أما على صعيد الخلافات الجوهرية بين واشنطنوأنقرة هو الاختلاف على الأهداف من الحرب السورية، ففي الوقت الذي يتمثل هدف واشنطن في التخلص من داعش من على الحدود بين تركياوسوريا، فإن أنقرة تصر على أن أي استراتيجية لا تتضمن إسقاط الأسد، لن تؤتي أكلها".. مستشهدة بتصريح مسؤول تركي "إذا تعاملنا فقط مع أعراض المرض ولن نتعامل مع المرض نفسه، فسيستمر وجود داعش وستظهر جماعات إرهابية أخرى". وألمحت الصحيفة إلى أن أحد نقاط الخلاف أيضا تتمثل في رغبة واشنطن في استغلال قاعدتها الجوية في إنجرليك جنوبتركيا، في حربها ضد داعش، من أجل مهمات البحث والانقاذ المحتملة، والتي يمكن إنجازها من خلال طلعات جوية لا تستغرق وقتا طويلا، وهناك أيضا خلاف آخر بين البلدين على صياغة اتفاق تقوم بموجبه أنقرة بتدريب الجيش السوري الحر. ونوهت الصحيفة عن أن زيارة بايدن لتركيا أيضا كانت الأكثر حساسية بسبب الوضع الدبلوماسي المعقد الذي تمخض عن تعليقاته التي اتهم فيها أنقرة بالسماح بمرور المقاتلين الجهاديين عبر حدودها لداخل سوريا، وطالبه الرئيس التركي باعتذار رسمي على تلك التعليقات. غير أن الصحيفة أشارت إلى الإحباط المتزايد من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإدارته من الميول الاستبدادية لأردوغان على مدار ال 18 شهرا الماضية، حيث أقدم الرئيس التركي خلال تلك الفترة على قمع التظاهرات العارمة وعرقل مسار تحقيقات في مزاعم فساد ووصفها بأنها "محاولة انقلاب" فضلا عن سعيه لحجب موقعي تويتر ويويتيوب