بعد أن أعلن الرئيس البوركيني بليز كومباوري استقالته من منصبه على خلفية احتجاجات خرجت ضده، ألقت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية الضوء على أحد أوجه الشبه بين الإطاحة بكومباوري والإطاحة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك "المخلوع". وأشارت الصحيفة إلى أهمية كل من كومباوري بالنسبة لفرنسا، ومبارك بالنسبة للولايات المتحدة، وما آل إليه الوضع في النهاية من تخل إدارتي الدولتين عن الرئيسين بعد أن أصبح نظاميهما في مهب الريح. وأوضح المحلل السياسي سيباستيان سبيو-جاربرا أنَّ هناك شبهًا بين سقوط كومباوري ومبارك، مشيرًا إلى أنه بالرغم من أن مبارك كان يعتمد عليه من جانب واشنطن للتوسط في النزاعات بمنطقة الشرق الأوسط، تخلت عنه الإدارة الأمريكية عندما اندلعت احتجاجات ضد نظامه. كذلك الحال بالنسبة للرئيس البوركيني المستقيل، فعلى مدار سنوات طويلة، كان كومباوري أحد أهم القادة الذين تعتمد عليهم فرنسا في حل الصراعات في منطقة غرب أفريقيا التي كانت حتى ستينات القرن الماضي مستعمرة فرنسية. وأضاف سبيو-جاربرا أنَّ فرنسا كانت تدعم كومباوري بهدوء ماليا وعسكريا، وكانت تدعمه سياسيا ومخابراتيا من وراء ستار، حيث إنها كانت تعتمد عليه في تسوية القضايا بغرب أفريقيا. وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أنَّ بعض المتظاهرين في بوركينا فاسو أطلقوا على احتجاجاتهم اسم "الربيع الأسود"، وذلك على غرار مظاهرات "الربيع العربي" التي أطاحت بمبارك في مصر, وخلال 27 عامًا من الحكم، فرض كومباوري نفسه وسيطًا لا غنى عنه في الأزمات الأفريقية لكنه أخفق في التعامل مع الحركة الاحتجاجية الواسعة في بلده التي أجبرته على الاستقالة. ففي أوج أعمال عنف شعبية وتحت ضغط الجيش، قرر كومباوري (63 عامًا) الجمعة في نهاية المطاف مغادرة السلطة. وقال في بيانٍ تلته صحفية في محطة تليفزيونية محلية "من أجل الحفاظ على المكتسبات الديموقراطية وعلى السلم الاجتماعي، أعلن فراغ السلطة تمهيدًا للبدء بفترة انتقالية تؤدي إلى انتخابات حرة وشفافة في مهلة أقصاها 90 يومًا." وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عرض عليه في أكتوبر الماضي دعمه لشغل منصب دولي إذا تخلى عن خططه الترشح مجددا للرئاسة، لكن من دون جدوى. وبليز كومباوري الذي يحتل المرتبة السادسة في مدة الحكم بين قادة أفريقيا، يعود إليه الفضل في وضع بلده الصغير الذي لا يملك منفذا على البحر في قلب الحياة الدبلوماسية الأفريقية عندما فرض نفسه كأحد أكبر الوسطاء في الأزمات التي تهز القارة. ويتمتع كومباوري بمكانة كبيرة في الخارج وخصوصا في فرنسا على الرغم من عمليات تهريب الأسلحة والألماس مع متمردي أنجولا وسيراليون التي تدينها الأممالمتحدة , وقربه من الزعيم الليبي السابق معمر القذافي والليبيري تشارلز تايلور