كشفت تصريحات لمسئولي وزارة الحرب الأمريكية (البنتاجون) أن الولاياتالمتحدة غير واثقة من النصر حتى الآن في أفغانستان، وغير قادرة على تحديد ما إذا كانت الحرب قد انتهت هناك، وقال وزير الحرب الأمريكي روبرت جيتس إن الأشهر الثمانية عشر المقبلة ستحدد ما إذا كان النصر قد تحقق في الحرب بأفغانستان أم لا، في وقت تتواصل فيه المواجهات المسلحة والاعتقالات مع استعداد البلاد لإجراء ثاني انتخابات رئاسية منذ سقوط حركة طالبان في خريف العام 2001م.
جاء كلام جيتس أمام لجنة الاعتماد بمجلس الشيوخ الأمريكي قبيل توجهه إلى أوروبا لإجراء محادثات مع شركاء حلف شمال الأطلنطي (الناتو) حول الوضع في أفغانستان، وقال خلال شهادته أمام اللجنة إن الحملة على أفغانستان لا تحقق نجاحًا في الوقت الراهن، "بل إن المسئولين يأملون أن نرى تحولاً في الزخم في ذلك الوقت".
وفي محاولة لتوريط باكستان في الأمر أرجع جيتس تصاعد دوامة العنف في أفغانستان إلى العام 2006م، عندما بدأت باكستان التفاوض على اتفاقات سلام مع جماعات مسلحة، من بينها جماعة الشريعة المحمدية وطالبان باكستان، وقال إن ذلك جعل حركة طالبان تعبر الحدود، وتتمكن من العودة إلى أفغانستان.
ووافق مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الثلاثاء على ترشيح البنتاجون للجنرال ستانلي مكريستال كقائدٍ لقوات الاحتلال الأمريكية وما يُعرف بقوات التحالف الدولي في أفغانستان، ليحلَّ محلّ الجنرال ديفيد ماكيرنان الذي أقاله جيتس بسبب مطالب له بزيادة 10 آلاف جندي أمريكي إضافي على القوات في أفغانستان، بجانب الزيادة التي قرَّرها أوباما بنحو 35 ألفًا.
ميدانيًّا قُتِل أفغانيان أحدهما طفل وأصيب 54 آخرون بجروح نصفهم من أطفال المدارس، في انفجار وقع قرب قافلة عسكرية أمريكية في ولاية كونر شرقي البلاد الثلاثاء.
وفي ولاية زابول أعلنت الشرطة الأفغانية أن قوات الأمن قتلت أكثر من 40 طالبانيًّا في عملية استمرت أسبوعًا لتحقيق الاستقرار في المنطقة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في أغسطس القادم، كما صرَّح قائد شرطة الولاية عبد الرحمن سارجان أنه تم القبض على ستة من المشتبه بهم، ومصادرة دراجات نارية وكمية من الأسلحة، وأوضح أن هذه العملية تقوم بها القوات الدولية والقوات الأفغانية، وأن شرطيَّين أفغانيَّين قتلوا أيضًا وأصيب أربعة آخرون بجروح.
من جهته قال رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية المشتركة الأدميرال مايكل مولن أمام اللجنة إن الاثني عشر أو الثمانية عشر شهرًا المقبلة "ستخبرنا بحقيقة الوضع على الأرض".
سياسيًّا وفي العاصمة كابول أعلنت لجنة الانتخابات الأفغانية أنه تم استبعاد ثلاثة مرشحين من خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد، وكذلك 54 مرشحًا من انتخابات المجالس المحلية؛ وذلك لعدم توافر شروط الترشيح لديهم.
وقال رئيس لجنة الانتخابات جرانت كيبن في مؤتمر صحفي عقده أمس في كابول إن لجنة شكاوى الانتخابات قرَّرت منع 57 مرشحًا من أصل 3368 مرشحًا للانتخابات الرئاسية والمجالس المحلية؛ وذلك "لعدم توافر متطلبات التأهيل أو الترشيح لديهم".
وتابع كيبن قائلاً: إن 55 من هؤلاء ينتمون إلى جماعات مسلَّحة غير مشروعة أو على صلة بها، في حين يحمل أحد المرشَّحين جنسيةً مزدوجةً، وصدر في حق آخر حكم جنائي.
كما رفض تحديد هوية المرشَّحين المستبعدين من القائمة، قائلاً: إن أسماءهم ستُنشر في القائمة النهائية، وذكر أن بعض الشكاوى وجِّهت للرئيس حميد قرضاي.
وتقدم 44 مرشحًا- بينهم امرأتان- بجانب قرضاي، الشهر الماضي، للترشح لخوض الانتخابات الرئاسية الثانية في أفغانستان، ومن أبرز المنافسين لقرضاي في تلك الانتخابات وزير المالية السابق أشرف عبد الغني ووزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله.