شهدت المناهج التعليمية لمختلف المراحل العمرية بعد أحداث 3 يوليو 2013 الكثير من التعديل والتغيير، مما دفع البعض لانتقاد هذه الخطوة، حيث عملت على هدم القيم والأخلاق المجتمعية وتشويه التاريخ المصري وعلمنة التعليم، بحسب ما يرى المعارضون للنظام الحالي. وأرجع هؤلاء المعارضين أسباب انتقاداتهم لما وجدوها من إضافات جديدة في المناهج التعليمية لمختلف المراحل العمرية من تشويه ثورة يناير 2011 وشبابها وتمجيد الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب ووصفه بالثورة التي خلصت البلاد من حكم الإخوان وتمجيدها وترميز أبطالها، هذا إلى جانب إزالة العديد من النصوص القرآنية ووضع بعض النصوص من الإنجيل. انقلاب 30 يونيو في التاريخ ففي كتاب التاريخ بالصف السادس الإبتدائي، وضعت وزارة التربية والتعليم درسًأ كاملا بعنوان “ثورة 30 يونيو 2013 ” و بعنوان فرعي “مساوئ حكم الاخوان”، تضمن أحداث الانقلاب العسكري كما يراه منفذوه، متغافلين وجه النظر الأخر لهذه الأحداث، كما وضعت صورة لمؤسس حركة تمرد المعروف باسم “محمود بانجو” وصديقه المشهور ب”برايز”. وفي نفس الكتاب، اعتبر واضعو المنهج أحمد الزند، رئيس نادي القضاة والمتهم بعدة قضايا فساد، بطلا قوميًا حارب حكم الإخوان، حيث هاجم د. محمد مرسي بعد إصداره الإعلان الدستوري بعزل المستشار عبد المجيد محمود، النائب العام السابق، والذي كان سببًا في حصول رموز نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك على أحكام بالبراءة في قضايا قتل الثوار. الزند والمناهج التعليمية الجديدة للعام الدراسي الحالي تبرز الوجه العلماني للمناهج وارتباطها السياسي بالنظام القائم وليس بالحقيقة الموضوعية، كما امتد التزييف إلى القدس وتحريرها من الاحتلال الصهيوني، حيث تلاعب مصممو المناهج بالألفاظ لاستبدال لفظة العدو الإسرائيلي بألفاظ أخرى أقل وطأة، بحسب ما يرى الدكتور حسان عبد الله حسان، الخبير التربوي، في مقال له بموقع “الجزيرة مباشر مصر”. وأشار د. حسان إلى أن المناهج الجديدة تعاني من ندرة النص الديني في مقررات اللغة العربية، برغم أن القرآن هو الأصل في تعلم اللغة العربية وتعليمها.وبعد أن كان هناك تكثيف نصوص القرآن فوجئنا هذا العام بالاقتصار على نص قرآني واحد في كل من المراحل الإعدادية والابتدائية دون وجود مبرر لذلك. وفي المقرر الجديد، أُلغى الجزء الخاص بحقوق الطفل في الإسلام وأبقى على حقوق الطفل في الإعلان العالمي للأمم المتحدة. وقام واضعو المناهج باستبدال “إسرائيل” بلفظة “ذئب”، وحرصوا على عدم ذكر إسرائيل في الموضوعات التي تحدثت عن حرب أكتوبر، والذي جاء تحت عنوان مبهم وغامض وهو ” ذئب في قرص الشمس”، وذلك في مقرر اللغة العربية للصف الثاني الإعدادي. وقال د. حسان: إن المناهج الجديدة غاب عنها ذكر القدس أو القضية الفلسطينية، رغم أن المقررات القديمة كان هناك حضور دائم فى كل صف من المرحلة الإعدادية عن فلسطين أو عن القدسالمحتلة. وفي مقرر الدراسات الاجتماعية بالصف الخامس الإبتدائي، قامت وزارة التربية والتعليم بتغيير لفظ “كفار قريش” بلفظ “زعماء المعارضة”، حيث جاءت الفقرة كالتالي: “هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم إلي المدينةالمنورة.. عزم الرسول صلي الله عليه وسلم علي الهجرة إلي يثرب فعلم زعماء المعارضة من قريش، فتآمروا على قتله، ولكن الله حفظه وهاجر وصاحبه أبو بكر الصديق إلى يثرب”. كما تحولت لفظة “الإسلامية” إلى ” العربية” كوصف لازم للحضارة، وهو خطأ علمي وتاريخي وقع فيه كثير من المستشرقين عن قصد بهدف تبيئة الحضارة الإسلامية في مقابل عموميتها وشموليتها والتي مثلت كل شعوب الأرض وأجناسها من عرب وفرس وروم وهنود وأوروبيين، بحسب ما قال د. حسان وحاول واضعو المناهج تجاهل التاريخ الإسلامي وذكر علماء الحضارة الإسلامية، فمن بين 39 عالماً تم ذكرهم في مناهج العلوم من الصف الرابع الابتدائي إلى الثالث الإعدادي لم يذكر إلا 4 علماء عرب فقط، كما رد اكتشاف أول تلسكوب إلى جاليليو، وليس كما هو ثابت تاريخيًا الحسن ابن الهيثم، إضافة إلى نسب ريادة الكيمياء إلى مندليف، وليس إلى جابر بن حيان الملقب تاريخيًا بأبو الكيمياء. وفي خطأ تاريخي كبير، قاموا بتوصيف الطبيب والمؤرح “سعيد بن البطريق” بأنه من علماء المسلمين، رغم أنه عالم مسيحي ولد في الفسطاط في 263 ه، وأبدع في الطب حتى اشتهر به. وقاموا بحذف اسم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من منهج الصف الأول الدراسي والاكتفاء بذكر كلمة “الأمير”، كما لم يذكروا اسم عبد الله بن الزبير، واكتفوا بالطفل الشجاع. وفيما يتعلق بقيم التعددية والحريات السياسية، تم إلغاء درس “الحياة النيابية والتعددية الحزبية” والذي قرر بعد 25 يناير، بينما ألغي العام الماضي وهذا العام، وذلك في مقرر مادة التاريخ الصف الثالث الاعدادى لعام 2014-2015. أما فيما يخص بالأخلاق والقيم المجتمعية، فقد تضمن كتاب اللغة الإنجليزية بالصف الرابع الإبتدائي على محادثة بين فتاة وشقيقها، الذي يسألها عما ترغب في أن تمتهنه في المستقبل، فيكون إجابة الفتاة أنه تريد أن تصبح “راقصة”، متجاهلين بذلك قيم وأخلاق المجتمع المصري وبناء مستقبل أفضل للبلاد التي بحاجة إلى العلماء والأطباء والمحامين والعمال ومختلف المهن التي تساهم في بناء النهضة.