استعرض الدكتور حسان عبد الله "الخبير التربوى" فى مقال نُشر مؤخراً "بموقع الجزيرة مباشر" تحت عنوان "علمنة التعليم المصري وتزييف التاريخ" "نسخة الانقلاب". شواهد من المقررات الدراسية للعام الحالي 2014-2015 تبرز الوجه العلماني للمناهج وارتباطها السياسي بالنظام القائم، مؤكداً أن التزييف امتد إلى قضية المسلمين الأولى؛ وهى القدس، لافتاً إلى تلاعب مصممي المناهج بالألفاظ لاستبدال لفظة العدو الإسرائيلي بألفاظ أخرى أقل .وطأة. رتب الخبير التربوي شواهد علمنة المناهج بحسب أهميتها، فكان أوله انزواء الدين في المناهج والمقررات؛ حيث ندرة النص الديني في مقررات اللغة العربية، مشيرا إلى أنه كان من قبل هناك تكثيف في نصوص القرآن، ولكن هذا العام فوجئ الجميع بالاقتصار على نص قرآني واحد في كل من المراحل الإعدادية والابتدائية. وأضاف: كما تخلو تماماً دروس النحو والصرف من الإشارات القرآنية للقواعد المعلمة. واعتبر الخبير التربوي أن "الصور" في المناهج أصبحت تمثل في أحد جوانبها المنهج الخفي الذي يريد واضعو المنهج غرسه في الوجدان اللاشعوري للتلميذ، ثم ينطلق بعد ذلك في صورة سلوك. من ذلك على سبيل المثال الصور الخاصة بالنساء الموجودة في كل الكتب خاصة كتب اللغة: العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية؛ حيث .أن 95% منها للمتبرجات. هذا بجانب الصور التي تؤكد على العلاقات الثنائية المختلطة بين الأولاد والبنات في الفصل المدرسي والفناء وأماكن الترفيه.. وهي العلاقات التي تعد طبيعية في النموذج العلماني الغربي، كما هو في كتاب اللغة الإنجليزية - الصف الخامس الابتدائي. وأضاف أن مناهج "العلوم" قدمت الظواهر الطبيعية على أساس أنها تخضع لأسباب مادية فقط.. ولا ترتبط بأي بعد إيماني أو غيبي، وهو الجزء الأصيل من العقيدة وتصورها، مؤكداً أن المناهج القديمة قبل الانقلاب العسكرى كانت تدعم بالآيات القرآنية التي تربط بين هذه الظواهر وبين الخالق، أما المناهج الحالية 2014-2015 فقد خلت من كل الآيات القرآنية التي كانت تشير إلى هذه الظواهر. :ودلل الخبير التربوى على ذلك بعدد من الأمثلة كان منها نظرية تفسير الكون (مقرر العلوم - الصف الثالث الإعدادي)؛ حيث قدم واضعو المناهج النظريات الفيزيائية والفلسفية والخرافية والتنجيم في تفسير الكون ونشأته.. بينما غابت تماماً الرؤية القرآنية لخلق الكون.. وما يستتبع ذلك من أحادية التوجه العلماني في تشكيل الجانب العلمي للتلميذ المصري الذي يؤمن بوجود خالق للكون. كتاب العلوم-الصف الثالث الاعدادى. ،وأشار الخبير التربوى إلى أن العلوم النظرية لم تخلُ هى الأخرى من التحيز للنموذج العالمي العلماني على حساب الديني الأصيل الإسلامي واستشهد على ذلك بمقرر حقوق الطفل- الصف الأول الإعدادي- مقرر اللغة العربية. وأكد أن المقرر القديم كان يقارن بين حقوق الطفل في الإسلام وفي الإعلان العالمي للأمم المتحدة، بينما المقرر الجديد 2014-2015 ألغى الجزء الخاص بحقوق الطفل في الإسلام، وأبقى على حقوق الطفل في الإعلان العالمي للأمم المتحدة. كما سعت المناهج إلى تمييع العداء الإسرائيلي-المصري؛ حيث تم استبدال "إسرائيل" بلفظة "ذئب"، كما جاء فى (مقرر اللغة العربية -الصف الثاني الإعدادي).. رغبة في تحييد العدو في الوجدان المصري وتفريغه من العداء الاستراتيجي لعدوه الأصلي، هذا بجانب الغياب التام لأى درس عن القدس أو القضية الفلسطينية، على الرغم من أن المقررات القديمة كان هناك حضور دائم فى كل صف من المرحلة .الإعدادية عن فلسطين أو عن القدسالمحتلة. وأضاف أنه بجانب التحيز للنموذج العلماني كان هناك تحيز واضح للنموذج الاستشراقى، مؤكداً أنه ذلك قد ظهر واضحاً في عدة مواضع كان ابرزها تجنب ذكر لفظة "الإسلامية" كوصف لازم للحضارة واستبدالها ب"العربية": - ومن ذلك أيضاً لم يذكر إلا أربع علماء عرب من بين 39 عالماً تم ذكرهم في مناهج العلوم من الصف الرابع الابتدائي إلى الثالث الإعدادي. وأنهى الخبير التربوى مقاله بقوله "يبدأ تزييف الوعي بإلغاء فكرة الخلافة الإسلامية ولفظها في مناهج التعليم واستبدالها بالدولة، كما جاء في: كتاب التاريخ الإسلامي في الصف الثالث الإعدادي (2014-2015) فيما يتعلق بالخلافة العثمانية، واعتبار أن فترة وجودها التي تمتد حوالي 400 عام كلها ضعف، وأنها سبب في حالة التخلف والانهيار الذي تعاني منه مصر. وفى الوقت نفسه وفي المقرر ذاته تجنب ذكر لفظة "الغزو" الفرنسي، واستبداله بما أطلقته فرنسا نفسها عن محاولة احتلالها لمصر بلفظة "الحملة".. واعتبارها نقطة مضيئة في تاريخ مصر. وتابع: فيما يتعلق بقيم التعددية والحريات السياسية، تم إلغاء درس "الحياة النيابية والتعددية الحزبية"، الذي قرر بعد 25 يناير، بينما تم إضافة ما أسموه بثورة 30 يونيو العام في (مادة التاريخ الصف الثالث الإعدادى 2014-2015). وهو ما اعتبره أنه يشير بوضوح إلى محاولة قنص العقل المصري في هذه السن المبكر بتزييف وعيها وإحداث تشويه مقصود لثورة 25 يناير.