أثارت أنباء عن قبول الكنيست الإسرائيلي مناقشة اقتراح يقضي بدراسة اعتبار الأردن وطن الفلسطينيين غضبا في المملكة، وفيما اعتبرت الحكومة هذه الدعوات "مجرد هذيان" دعا مراقبون إلى مقاومة إسرائيل لكونها تمثل تهديدا وجوديا للأردنيين والفلسطينيين. ومن المقرر أن تناقش لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي اقتراحا تقدم به النائب عن الحزب الوطني أرييه إلداد يقضي باعتبار الأردن دولة للفلسطينيين. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن إلداد قوله إن "هذا الطرح من شأنه ضمان أمن دولة إسرائيل والاستجابة لطلب المجتمع الدولي منح دولة للفلسطينيين". أحلام شيطانية واعتبر الناطق باسم الحكومة الأردنية الدكتور نبيل الشريف هذه الدعوات "مجرد هذيان إسرائيلي" قائلا للجزيرة "هذا الكلام مجرد هذيان وأحلام شيطانية وترهات تافهة لا تستحق حتى مناقشتها". وأكد الشريف أن "الأردن دولة مستقلة وآمنة لا يهزها مثل هذه الأصوات الهامشية". وعما إن كان مثل هذا الطرح يأتي ردا على التحركات الدبلوماسية الأردنية الواسعة منذ لقاء ملك الأردن عبد الله الثاني بالرئيس الأميركي باراك أوباما، قال الشريف "العالم كله يقدر نجاح الطرح الأردني الذي يقوده جلالة الملك الذي لم يتحدث في واشنطن باسم الأردن بل باسم العرب جميعا". واستقبل عبد الله الثاني الأسبوع الفائت كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، وأكد لهما ضرورة قبول إسرائيل بحل الدولتين وفقا لمعاهدة السلام العربية مقابل اعتراف 57 دولة إسلامية بإسرائيل. ويرى الوزير السابق والنائب في البرلمان الأردني ممدوح العبادي أنه يجب عدم التقليل من مقترحات عضو الكنيست إلداد "لأنها تطرح تصورا واقعيا حول فكر وحقيقة المجتمع الإسرائيلي". ورأى العبادي في حديث للجزيرة نت أن الدعوات لحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن لم تعد أصواتا نشاز في إسرائيل بل باتت دعوات تخرج من الائتلاف الحاكم الذي يمثل حاليا غالبية الإسرائيليين. مخططات وقال إن "هذه شعوب تخطط لمدى بعيد ويجب علينا التنبه والرد على مثل هذه الدعوات لأنها لا تقيم بالا حتى لمعاهدات السلام القائمة". ودعا العبادي إلى الرد على هذه الدعوات بإعلان أن "فلسطين من البحر للنهر هي وطن الشعب الفلسطيني، وعلى وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان وإلداد وكافة الإسرائيليين العودة للأوطان التي قدموا منها". كما دعا العبادي إلى إعادة النظر في علاقات الأردن والدول العربية مع "إسرائيل العنصرية". أما رئيس كتلة العمل الإسلامي في مجلس النواب حمزة منصور فاعتبر أن الأردن "لم يخرج من دائرة الاستهداف الصهيوني". وقال منصور في تصريح له "يتحتم على كل الأردنيين حماية وطنهم من أي مشاريع يراد فرضها، ودعم المقاومة في فلسطين لكونها خط الدفاع الأول ورأس حربة الأمة في مواجهة مخططات الكيان الصهيوني"، مضيفا أنه "لم تعد هنالك إمكانية لوضع الرؤوس في الرمال". وتتوافق دعوات منصور مع ما ذهب إليه الكاتب والمحلل السياسي ناهض حتر الذي اعتبر أن "القرار الرسمي الأردني لا يزال مصرا على وضع رأسه في الرمال ويتصرف كالنعامة". وقال حتر إن "إسرائيل بيمينها ويسارها متفقة على ذات الإستراتيجية التي تعتبر أن حل القضية الفلسطينية غير ممكن إلا على حساب الأردن". وأضاف أن "الفارق بين الطرفين هو في شكل تنفيذ المخطط القاضي بطرد الفلسطينيين من أرضهم وتحميل الأردن المسؤولية السياسية والاجتماعية والأمنية عن قضيتهم". مقاومة وسلاح ويعتقد حتر أنه "لم يعد أمام الأردنيين سوى حمل السلاح ومقاومة إسرائيل"، وأضاف أن "معركة الأردنيين والفلسطينيين مع إسرائيل هي معركة وجود ولا سبيل إلا مقاومتها". ودعا النظام السياسي في الأردن إلى دعم مشروع المقاومة لكونه "يمثل الطريق الوحيد لحماية الكيان الأردني ويعيد للفلسطينيين حقوقهم". وقال "ربما يكون هناك انقسام فلسطيني حول مشروع حركة المقاومة الإسلامية(حماس) ومقاومتها، لكن حماس تتمتع بإجماع على تأييدها بين الأردنيين لأن مقاومتها تشكل ضمانا للأردن وفلسطين". وفيما يرى حتر ومنصور أن السبيل لمواجهة "الخطر الإسرائيلي" يكمن في المقاومة ودعمها، يؤكد العبادي ضرورة إعادة الصراع مع إسرائيل إلى المربع الأول، فيما ترى الحكومة الأردنية أن تصريحات إلداد وما شاكلها "لا تستحق الالتفات لها".