سيطرت حركة الشباب المجاهدين في مقديشو على مدينة جوهر الإستراتيجية، بينما حشدت المعارضة مئات من مقاتليها قرب مقديشو، استمرت حركة نزوح المواطنين إلى ضواحي المدينة هربا من تجدد المعارك بينهما. وذكرت المصادر أن قوات الحركة تقوم بعمليات دهم وتفتيش داخل المدينة، ولم ترد تقارير فورية عن وقوع خسائر بشرية أو أضرار.
تصعيد للمعارضة ومن جهة أخرى وصل إلى مشارف العاصمة الصومالية مقديشو حسن تركي النائب الأول للحزب الإسلامي والمطلوب أميركيا مع مئات من مقاتلي الحزب فيما يبدو أنه إشارة إلى استعدادات المعارضة للتصعيد العسكري ضد الحكومة.
وتشير الأنباء إلى أن تركي -الذي وصل من مناطق جوبا- عقد اجتماعات مع قادة الحزب الإسلامي ورئيس تحالف إعادة تحرير الصومال جناح أسمرة الشيخ حسن طاهر أويس وربما قيادات من حركة الشباب المجاهدين.
كما تشير كذلك إلى رفضه إجراء محادثات مع الحكومة الانتقالية قبل مغادرة القوات الأفريقية، متهما مبعوث الأممالمتحدة أحمدو ولد عبد الله بتدمير الصومال.
وقال أويس في مقابلة مع رويترز إنه يستطيع أن يضمن لكل الصوماليين ألا يكون هناك قتال وحل كل المشاكل عبر الحوار في حال مغادرة قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي البلاد التي قال إنها جاءت لإبقاء الزعماء المسلمين بعيدا عن القيادة.
ونفى أويس شائعات بأنه على صلة بمن يوصفون بالإرهابيين، وقلل من التقارير التي تحدثت عن تدفق أجانب إلى الصومال وقال إنها مبالغ فيها، مؤكدا أن الصوماليين يتخذون قراراتهم الخاصة بهم دون أن يطلبوا من أي جهة أو حكومة أن تأتي وتحارب إلى جانبهم.
وفي المقابل أوضحت المصادر أن الوضع الأمني متأزم جدا في ظل الاستعدادات والترتيبات العسكرية للطرفين، كما أوضحت أن مسئول الدفاع للمحاكم الإسلامية يوسف آن عبدي انتقل إلى صفوف الحكومة الانتقالية بعدما كان وضع أسلحته وجنوده الأسبوع الماضي تحت تصرف أويس.
وعلى صعيد آخر قال مبعوث الأممالمتحدة إلى الصومال أحد ولد عبد الله للصحفيين في العاصمة الكينية إن ما بين 280 و300 مقاتل أجنبي موجودون حاليا في الصومال، وقال أيضًا أن الأرقام وردت في وثائق قدمتها الولاياتالمتحدة إلى مجلس الأمن وهي تستند إلى مصادر سرية وعلنية.
ومن الجدير بالذكر أن مجلس الأمن الدولي كان قد بيانا رئاسيا السبت عبر فيه عن قلقه بشأن تقارير تقول إن إريتريا تزود بالأسلحة متشددين إسلاميين يسعون إلى الإطاحة بالحكومة الجديدة في الصومال، في إشارة إلى الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي. وعدَّ ذلك انتهاكا لحظر الأسلحة المفروض من قبل الأممالمتحدة على هذا البلد.
وندد المجلس كذلك بما عده "محاولة لإزاحة الحكومة الشرعية بالقوة"، ودعا المعارضة إلى إنهاء العنف والانضمام إلى جهود المصالحة. كما عبر عن "القلق للخسائر في الأرواح والموقف الإنساني المتفاقم نتيجة لاستئناف القتال".
وذكر شهود عيان أن الجانبين استخدما الأسلحة الخفيفة والثقيلة في معركة وصفت بأنها هي الأعنف من نوعها خلال الشهر الجاري.
وأدى أسبوع من القتال بمقديشو بين الجماعات الإسلامية من جهة والجناح الموالي للحكومة الانتقالية في المحاكم الإسلامية من جهة أخرى إلى مقتل 103 أشخاص على الأقل وجرح أكثر من 400 ودفعت الآلاف من سكان العاصمة إلى النزوح.
كما ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الحكومة المدعومة من 4350 جنديا بقوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي لم تعد تسيطر إلا على شارع رئيسي واحد وعلى بعض المنشآت الحكومية.
في وسط الصومال وفي جو وصف بالتوتر المخيم على العاصمة، قتل 27 شخصا وأصيب نحو 35 بجروح جراء اشتباكات عنيفة لليوم الرابع على التوالي وسط الصومال بين حركة الشباب المجاهدين وجماعة أهل السنة والجماعة.
ونقلت مصادر في كيسمايو أن المعارك تدور بين الجانبين في بلدة وابهو بمحافظة جلجدود وبلدة محاس بمحافظة هيران ما أدى إلى نزوح آلاف المدنيين منهم.
بدوره توعد المسؤول الأمني للإدارة الإسلامية في كيسمايو الشيخ عبد الرحمن محمد علي بمقاتلة القوات الصليبية – على حد قوله- والموالين لها في مقديشو.
وأضاف الشيخ عبد الرحمن بن علي "أرسلنا مقاتلين يمثلون الإدارة الإسلامية في كيسمايو إلى مقديشو حيث يشاركون في المعارك الدائرة هناك بين المجاهدين والقوات الصليبية والموالين لها"، مشيرا إلى أن أعداداً أخرى من المقاتلين جاهزون للذهاب للعاصمة إذا اقتضت الضرورة.
ومن جانب آخر لقي مدني حتفه وأصيب خمسة آخرون جراء انفجارين منفصلين وقعا في مدينة بلدوين عاصمة محافظة هيران وسط البلاد، استهدف أحدهما نقطة تفتيش تابعة للمحاكم الإسلامية الموالية للحكومة ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين، بينما استهدف الثاني رئيس المحاكم الإسلامية في بلدوين وأدى إلى إصابة ثلاثة مسلحين.
تطبيق الشريعة على صعيد متصل نقلت مصادر في كيسمايو أن الإدارة الإسلامية في المدينة أصدرت توجيهات صارمة تهدف إلى فرض المظاهر الإسلامية على الشارع العام، مثل اللباس الذي يغطي جسد النساء كاملا.
وذكر المسئول الدعوي في الإدارة الإسلامية في كيسمايو الشيخ أبو حفصة شنفول في تصريحاته "لن نسمع بدءًا من الآن خروج أي امرأة من بيتها في كيسمايو، ما لم تستر جسدها باللباس الشرعي مع استيفائه الشروط المذكورة في الشريعة".
وأضاف شنفول عن الجهة المسئولة عن مراقبة تنفيذ هذا القرار وتطبيقه، بأن"قوات الحسبة هي المسئولة عن تطبيق هذا القرار، وأي امرأة تخالف هذا القرار فإن مصيرها الاعتقال وتنفيذ حكم التعزيز عليها أمام الجماهير".
اتهامات أمريكية وفي هذه الأثناء اتهمت الولاياتالمتحدةالأمريكية إريتريا بتغذية الصراع في الصومال، وطالبتها بالتوقف فورا عن دعم المسلحين الإسلاميين الذين يحاولون الإطاحة بالحكومة الانتقالية في هذا البلد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إيان كيلي في بيان إن إريتريا لعبت دورا رئيسا في دعم من وصفهم بالمتشددين لتنفيذ الهجمات الأخيرة في مقديشو.