واشنطن تنفي خلافا مع لندن بشأن الانسحاب من العراق لندن أعلنت أن قواتها بالعراق باقية حتى تستكمل مهمتها فى الوقت الذى تتعالى فيه الأصوات المعارضة لذيلية سياسات تونى بلير للفروض الأمريكية جاء تصريح رئيس الأركان البريطانى بضرورة سحب القوات البريطانية من العراق لمثل ضربة جديدة لبلير الذى تنخفض شعبيته بشدة . وقد نفت واشنطن وجود أي خلاف مع لندن بشأن الانسحاب من العراق, على خلفية تصريحات أدلى بها رئيس الأركان البريطاني ريتشارد دانات تحدث فيها عن ضرورة انسحاب قواته من البلاد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو إن بلاده تلقت توضيحا من رئاسة الوزراء البريطانية لتصريحات دانات, مشيرا إلى أن الجنرال البريطاني أوضح أن "تصريحاته اقتطعت من مضمونها العام وأن ما أراد أن يقوله إننا سنسلم السلطة للعراقيين عندما ننجز المهمة". وأعرب سنو عن اقتناعه بأنه لا توجد خلافات في وجهات النظر بين بلاده ولندن, نافيا في الوقت نفسه أن تكون الإدارة الأميركية مارست ضغوطا على الحكومة البريطانية كي يتراجع دانات عن تصريحاته. وكان الجنرال دانات قال إن التصريحات التي نشرتها صحيفة الديلي ميل على لسانه "أسيء فهمها". وأضاف أنه يرغب في انسحاب قواته من العراق بعد إكمالها مهمتها بنجاح. وكانت الصحيفة أوردت في مقابلة أجرتها مع الجنرال البريطاني قوله إن وجود القوات البريطانية بالعراق يفاقم من المشاكل الأمنية على الأرض, مطالبا بسحب قواته قريبا. وأضاف دانات "إنني لا أقول إن المصاعب التي نمر بها في أنحاء العالم نتجت عن وجودنا في العراق، لكن دون شك يؤدي وجودنا بالعراق إلى تفاقهما", مشيرا إلى أن "التاريخ سيظهر أن التخطيط لما حدث بعد النجاح المبدئي في مرحلة القتال في الحرب كان سيئا وربما استند إلى التفاؤل أكثر منه للتخطيط السليم".
وفي محاولة لتخفيف أثر تصريحات رئيس الأركان قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مؤتمر صحفي إن ما يقوله دانات بشأن الرغبة في سحب القوات البريطانية من العراق هو "بالضبط ما نقوله جميعا، حيث إن إستراتيجيتنا هي الانسحاب منه بعد إنجاز المهمة"، غير أنه لم يحدد تلك المهمة المطلوب إنجازها بعد أن تراجعت الإدارة الأمريكية عن هدفها الوحيد الباقى وهو تحقيق الديموقراطية فى العراق .. وأضاف بلير أن السبب في تسليم محافظتين للسيطرة العراقية هو أن المهمة أنجزت فيهما, مبررا وجود قواته في البصرة بأنها غير آمنة. أما المتحدث باسم الحكومة الاحتلال العراقية علي الدباغ فقال إن حكومته ترى أنه لا تزال هناك حاجة لبقاء القوات الأميركية والبريطانية.