دول تحتفل بالعيد، أسر تضحك وتمرح مع أطفالها، تلطخ أيديها بدماء الأضاحي، وترسم بها على الجدران بسمة، ودول أخرى يتوارى فيها المسلمون عن الأنظار، يهمسون في آذان الصغار، " لا ترفعوا أصواتكم"، البسمة ممنوعة والفرحة غابت عن ثغرهم منذ سنوات، أطفال تساق إلى المذابح كالأنعام، ومسلمون يدفعون رقابهم ودمائهم أضاحي، وسط غياب دولي وعربي وإسلامي. بورما، وإفريقيا الوسطى، وتركستان الشرقية، دول يتعرض فيها المسلمون للإبادة الجماعية، يذبحون ويصلبون ويقتلون ويحرقون أمام أعين العالم، لا علاقة لسكان تلك المناطق بالعيد، غابت الأضاحي، لتقطع رؤسهم بدلا منها. تركستان الشرقية تشهد منطقة تركستان الشرقية إبادة للمسلمين، نتيجة للمذابح التي ترتكبها حكومة الصين الشيوعية، ويطالب سكان إقليم تركستان الشرقية ذي الغالبية المسلمة، بالاستقلال عن الصين، “التي احتلت بلادهم قبل (64) عاما”، ويشهد الإقليم أعمال عنف دامية. وتلجأ العائلات الإيغورية في تركستان الشرقية لإرسال أبنائها إلى دورات سرية للتعليم الديني، بسبب منع هذا النوع من التعليم من قبل السلطات. وغيَّرت السلطات الصينية الحروف الأبجدية للغة الإيغورية أربع مرات على مدار ثلاثين عامًا كجزء مِن مُحاولات الدمج الموجَّهة لمسلمي تركستان الشرقية. والوضع في تركستان الشرقية تحت الاحتلال الصيني يَنطبِق عليه تمامًا تعريف الأمم المتَّحدة لمفهوم "الإبادة الجماعية"، وعلى الرغم من ذلك لم يَستطِع أهالي تركستان الشرقية الدخول تحت مظلة حماية الأمم المتَّحدة، فجميع الطلبات المقدَّمة للأمم المتحدة يتمُّ رفضها، وما زال 25 مليون مسلم إيغوريٍّ راضِخين تحت قهر الصين. وزاد الضغط على المسلمين فيما يتعلق بالعبادات، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، فقامت القوات الصينية بتنفيذ أحكام الإعدام في الشباب الإيغوري المسلم دون محاكمة، بزعم قيام المجموعات الإيغورية القومية بأعمال إرهابية، وحرق السيدات المسلمات، وأطفالهم. وتركستان الشرقية، أو منطقة شينجيانغ، مقاطعة صينية تتمتع بنظام إداري خاص، وبحكم ذاتي ، تقع في أقصى شمال غرب البلاد. وعاصمتها مدينة أورومتشي. والتسمية التاريخية للمنطقة تركستان الشرقية، وهي ذات أغلبية مسلمة. نالت استقلالها عام 1944 ولكن بعد ثورة 1949 في الصين وإعلان قيام الشيوعية ضمها الصينيون إلى الصين فصارت مقاطعة صينية. وهي غنية بالنفط والغاز الطبيعي وخامات اليورانيوم. بورما وفي بورما "ميانمار" تحدث أكبر عملية تطهير عرقي، وإبادة جماعية، وبحسب الأممالمتحدة، تعتبر الأقلية المسلمة في بورما أكثر الأقليات في العالم اضطهادًا ومعاناة وتعرضًا للظلم من الأنظمة المتعاقبة. وتعاني الأقلية المسلمة في بورما، من الحرق والقتل والتعذيب من قبل البوذيون ، ولا تزال هذه القضية خارج إطار الاهتمام الدولي والعربي والإسلامي هذا بالإضافة إلى التشجيع الحكومي غير المعلن من قبل حكومة ميانمار الطائفة الذي اسهم بقتل وإبادة المسلمين وترحيلهم من هذه البلاد، التي شهدت أشدّ مجازر الإبادة وانتهاكات حقوق الإنسان، قتل خلالها عشرات الالاف من المسلمين. وبورما هي احدي دول جنوب شرق آسيا، وتمثل "الروهينجا" الأقلية المسلمة 10% من السكان التي يحكمها العسكر البوذيون وهذه الطائفة المسلمة تتعرض للابادة والتشريد. أفريقيا الوسطى يتعرض مسلمو أفريقيا الوسطى لحرب إبادة جماعية وتطهير عرقي منذ الإطاحة بالرئيس فرنسو بوزيزيه في مارس 2013، وسط صمت دولي. ودعت منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي للتحرك من أجل وقف "المذابح الجارية بحق مسلمين في غرب جمهورية إفريقيا الوسطى"، مؤكدة أن القوات الدولية المنتشرة في هذه البلد "عاجزة عن وقفه". وتقود ميليشيات إنتي- بالاكا، المسيحية، تلك المذابح بحق المسلمين، كما أكدت منظمة العفو أن "ميليشيات انتي- بالاكا تشن هجمات عنيفة بهدف القيام بتطهير إثني بحق المسلمين في جمهورية إفريقيا الوسطى". تحد جمهورية أفريقيا الوسطىتشاد من الشمال والسودان من الشمال الشرقي، وجنوب السودان شرقا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو في الجنوب والكاميرون غربا، وتصل مساحتها إلى نحو 620 ألف كيلو متر مربع، ويقدر عدد سكانها بحوالي 4.4 ملايين نسمة، والعاصمة هي بانجي. نسبة المسلمين فيها تقدر بحوالي 20-25% من السكان، بينما تبلغ نسبة المسيحيين حوالي 45-50%، وهم موزعون بين كاثوليك وبروتستانت، وباقي السكان يدينون بديانات محلية. وأفريقيا الوسطى مستعمرة فرنسية سابقة من عام 1889 حتى عام 1959، حيث تعتبر فرنسا كل مستعمراتها جزءا من تراب فرنسا إلى الآن، ولم تسمح لأي منها بالاستقلال الحقيقي.