أنتشرت " شائعة " مصادرة جريدة " المصرى اليوم " عدد الاربعاء اول اكتوبر بسرعة الصاروخ ، بدورنا اتصلنا بعدد من الزملاء بالاهرام – حيث تتولى المؤسسة طباعة المصرى اليوم – فنفوا الخبر ، وبالفعل ظهرت الجريدة بالاسواق وبصورة طبيعية التأمل فى الخبر او الشائعة يدعو للبحث والتساؤل ، فالخبر تم نشره او تسريبه بداية لموقع " الفجر " والذى يراسه الصحفى المخضرم عادل حموده ، وهو صحفى معروف بعلاقته القوية بجهاز المخابرات ، والا ما كان يدير حوارات السيسى مع الاعلاميين ، ونشر حموده للخبر المخابرتى يعنى ان " مصادره فى ملعبه " ولا بد ان يكون موثوقا في كل تفاصيل محتواه ، وهى تفاصيل تتعلق بجهاز المخابرات ايضا ، قد جاءفى الخبر ان سبب المصادرة هو بعض ما ورد فى الحلقة الثامنة من مسلسل " الثعلب " الذى تنشره " المصرى اليوم " فما معنى نشر خبر يتضح كذبه ؟ اولا يلاحظ ان " المصرى اليوم " ليست بعيدة عن اجهزة الدولة ، والمتابع لها منذ تأسيسها يلاحظ ان الدولة تختصها بتسريب بعض الاخبار لترفع من شأنها ، ومع وضوح تاثيرها تنجح الدولة فى استخدامها " كبالون اختبار " قبل كثير من القرارات ، وتقيس اتخاذ القرار نفسه على حساب قياس رد الفعل عند النشر ، مثل قرارت تعويم الجنيه ، او الغاء دعم الوقود ، او التغييرات الوزارية او قوانين الانتخابات وتقسيم الدوائر ... الخ ومادة حلقات " الثعلب " بالمنطق معروفة من قبل النشر لجهاز المخابرات اى بعلمه ، وبالتالى اذا كان لدى الجهاز ادنى اعتراض لما تم نشرها من البداية ، بل الارجح ان يكون النشر ذاته للدفاع عن صورة الجهاز و" المصرى اليوم " ليست مثل جريدة " الشعب الجديد " او الحرية والعدالة " فى التعرض للمصادرة ، ولذا كان عجيبا ان " يتورط " موقع " الشعب " وينشر الخبر ويشير فيه الى سياسة السلطات فى مصادرة الصحف ، فويعلق انه تمت مصادرة المصرى اليوم كما تمت مصادرة الشعب الجديد والحرية والعدالة ، رغم ان اى متابع يعرف تماما الفارق الكبير للغاية ، و ان مصادرة " الحرية والعدالة " لانها تعبر عن الكتلة الكبيرة المنظمة التى يمكنها شد اتباعها والطمع فى السلطة ، وانها محسوبة على " الاسلام السياسى " المرفوض تماما من الانظمة المختلفة فى مصر منذ زمن بعيد ، بل منذ ظهور جماعة الاخوان ، اما جريدة " الشعب الجديد " فهى فضلا عن اتباعها منهج الاسلام السياسى ، فقد تجاوزت كل الخطوط الحمراء فى الهجوم على السيسى خاصة قبل ترشيحه للرئاسة ، وجاءت مصادراتها بدون قرار مكتوب ، والمعروف انه على خلاف غيرها من الجماعات السياسية تعادى امريكا واسرائيل بضراوة ، ولذا لن يذكرها الغرب فى دفاعه ، ولن يلتفت الى رئيسها المسجون – الزميل الاستاذ مجدى احمد حسين – رغم انه صحفى له اسمه ، اما " المصرى اليوم " فهى تختلف تماما ، فرئيسها الفعلى هو محمد سلماوى وهو احد اجنحة النظام ، وهو وكيل المجلس الاعلى للصحافة وواحد من معدى الدستور الجديد ، ، وحتى بفرض جدلى اذا تمت مصادرتها سوف تقف على الفور وعلى قدم وساق كل المنظمات خاصة الامريكية ومن تمولها للنواح والبكاء على الحريات ، وهو امر يستحيل حدوثه مع "المصرى اليوم " لانها كما قلنا انه ان لم تكن صنيعة الاجهزة فهى تمام التنسيق معها والمصرى اليوم من مصلحتها تسريب خبر مصادراتها ن فلديها موقع كبير ويعمل على مدار اللحظة ، وبالطبع علم بالخبر ، او اضعف الايمان قرأ ما نشر فى موقع " الفجر " عن مصادرة عدد باكر ، ولم يكذب الخبر او ينفيه او حتى يؤكدهه ، وهو ما يعنى ان نشر الخبر لمصلحة الجريدة للفت الانتباه اليها والى ما تنشره من الطبيعى اننا واى مواطن لانبغى الاساءة الى جهاز المخابرات ، فأهمية دوره حماية امن الوطن ، ولكن هذا لا يتعارض مع التساؤل هل جهاز المخابرات وراء " تسريب " الخبر للفت الانتباه للحلقات التى تظهر بطولاته التاريخية - بحق - فيحث القراءة على الاندفاع لشراء وقراءة "المصرى اليوم " ولو من باب حب المعرفة من باب قاعدة الممنوع مرغوب ؟ ، وهل اختيار وقت اظهار الدفاع جاء مرتبطا بما نشرته الوطن " لحوار مع " ثروت جوده " بصفته انه لواء والوكيل السابق لجهاز المخابرات ، عن أن الجهاز لم يتعاون مع محمد مرسى اثناء توليه الرئاسة ، ولم يمده بوثيقة واحدة، وكان يضلله بمده بمعلومات خاطئة، لإيمانه بأن الرئيس عميل لدول ومنظمات أجنبية.. إلى آخر هذا الكلام، الذى اثار جدلا واسعا وهو ما اظهر الجهاز بصورة المتواطىء ، والخروج عن مهمته ودوره وحياديته بصرف النظرعن من هو رئيس البلاد.. وهو ما جعل اللواء رأفت شحاته المدير السابق لجهاز المخابرات الجهاز القيام بالنفى والاعلان بان الضابط المذكور لا علاقه له بالجهاز منذ خروجه عام 2006 – اى قبل تولى مرسى بسنوات طويله - كما ان المنصب الذى نسبه لنفسه غير حقيقى حيث خرج برتبة عميد بينما يستشف ان " الوطن " ارتضت نشر التكذيب ، بصورة شبه مرغمة ، وكأنها " تلم الدور " خاصة انه عند محاولة " ثروت جوده " التكذيب بان الجريدة حرفت كلامه ، اوضحت الجريدة بان الحوار مسجل لديها التسجيل .. فجاءت اهمية لفت النظر الى الحلقات التى تنشرها " المصرى اليوم " الى رد صورة الجهاز لدى المواطن على احسن وجه ؟