علق الدكتور محمد محسوب رئيس الدولة للشئون النيابية سابقًا فى تدوينة له على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجنماعى فيس بوك على مقولة قائد الانقلاب العسكرى عبد الفتاح السيسى "عندما أكبر سأضربكم". ليس طفلا ولا شخصًا ضعيفًا من قال ذلك.. إنما جنرال منقلب انتزع السلطة بقوة السلاح ولم يتورع عن قتل آلاف من شعبه عندما اعترضه بعضهم ولا عن اعتقال عشرات الآلاف وإغلاق كل منابر الرأى ليصبح هو خيار الشعب الوحيد.. هو أو الفوضى كما قالها سيده السابق. هذا المتجبر على شعبه لم يجد سوى تلك العبارة للرد على رئيس دولة ديمقراطية وصفه بما هو عليه.. وصفه بأنه انقلابى وأنه دموى.. وأدان منظمة الأممم المتحدة التى وظيفتها حفظ الأمن والسلم الدوليين لأنها باستقبالها جنرال منقلب وقاتل إنما تفتح الباب لجنرالات كُثر يجلسون خلف دباباتهم.. لا يُقاتلون لأجل شعبهم ، وإنما ينتظرون فرصة لاغتصاب الحكم والتمثيل بشعوبهم. الجنرال كان طفلا.. وكان كثيرًا ما يُضرب.. وأقسم أنه إذا كبر فسيضرب الجميع.. وعندما أصبح جنرالا ضرب كل شعبه... من عارضه ومن سانده.. لكنه فى الخارج مازال صغيرًا ولايزال ينتظر أن يكبر ويقسم أنه عندما يكبر سيضرب الجميع. لكنه ضعيف فى السياسة كضعفه فى المنظومة الدولية خلافًا لغطرسته التى يمارسها على أبناء شعبه.. فلو تعلم شيئًا من السياسة لعلم أنه مجرد ترس صغير فى ماكينة سياسة دولة كبيرة جدًا تقول دائمًا أن #مصر (وصرح رئيسها فى الجمعية العامة نهاية 2013 أنه يقصد الجيش المصرى) هى ركن الزاوية فى سياستها الأمنية بمنطقة الشرق الأوسط.. هذا الترس الصغير يُراد له أن يبقى صغيرًا ولا يكبر.. ربما يُترك له أن يكبر ويتكبر ويتجبر على شعبه... لكن عليه أن يبقى فى الساحة الدولية بل والإقليمية قزمًا صغيرًا. لو أدرك الجنرال شيئًا فى السياسة لعلم أنه أُتى به لأنه صغير جدًا ولأنه غير قابل لأن يكبر. وأنه دُفع لإسقاط أول رئيس مدنى منتخب لأن مصر بانتخابه كانت فى طريقها لتصبح كبيرة ولتخرج من ملابسها الضيقة التى ألبسها النظام الدولى ليفرض عليها التهميش والبقاء حجر زاوية لسياسة الآخرين.. دون أن تكون لها سياسة مستقلة ولا أن تتطلع لمستقبل تكبر فيه وتستقل فيه بسياسته. نعم.. الصغير جدًا لا يُدرك أنه جاء صغيرًا وسيبقى صغيرًا وستبقى مصر الكبيرة مقيدة تحت تهديد سلاحه.. حتى إذا سقط ستعود مصر للنمو سريعًا وتستعيد حجمها ودورها واستقلالها ولن تُصبح حجر الزاوية فى سياسة أحد.. إنما ستتعامل مع الجميع بندية لسلام شعبها ورخائه.. ولسلام العالم ورخائه. ذلك بالطبع عندما يسقط الصغير.. وسيسقط حتمًا..