نددت "الطوائف العربية المسيحية" عن طريق بعض الفعاليات السياسية والأهلية داخل أراضي 48 باختراع إسرائيل ل"القومية الآرامية" الحديثة بقرارها كتابة القومية الآرامية بدلاً من العربية في خانة القومية في بطاقة الهوية "لقطاع من الفلسطينيين المسيحيين بزعم أن ذلك استجابة لمطالبة بعض الجهات المسيحية المجهولة". وأكدت اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذوكسي رفضها وشجبها لهذا القرار "الغريب عجيب" الذي اتخذه وزير الداخلية الإسرائيلي جدعون ساعر قبيل ساعات من استقالته من الوزارة. وأضافت اللجنة التنفيذية أن الطوائف العربية المسيحية على مختلف طوائفها، كانت وما زالت جزءاً لا يتجزأ من الشعب العربي، مشددة على ان اتخاذ مثل هذا القرار، تحت جنح الظلام، دون عرضه قبل اتخاذه، يؤكد أن اتخاذه هو جزء من سياسة الحكومة- سياسة «فرق تسد» الإسرائيلية. وتشدد على أن القرار الإسرائيلي يستهدف المجتمع العربي بشكل عام وضد الطوائف المسيحية بشكل خاص. وعلى غرار بيان مجلس الكنائس في الديار المقدسة بهذا الخصوص والصادر قبل أيام. وترى اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذوكسي أن اتخاذ مثل هذا القرار يهدف أولاً وقبل كل شيء لتنفيذ سياسة فرق تسد ويهدف الى القضاء على الوجود العربي، شعباً وثقافة وتاريخاً وتراثاً في البلاد. وتستذكر اللجنة التنفيذية بأن الخطوة الجديدة تتمة لخطوات سبقتها كتجنيد الفلسطينيين المسيحيين وإلغاء العربية لغة رسمية في إسرائيل، مشددة على أن أهدافها ودوافعها واحدة تتمثل بشطب وجود الشعب العربي وتقسيمه الى طوائف وملل. وحذرت اللجنة التنفيذية من الوقوع في المصيدة، ودعت الفلسطينيين للحذر من هذا التوجه ولمقاومة المحاولة بالإجراءات القانونية وبتوحيد الصف. وتتابع « لا نستغرب انه في الفترة القريبة سيتم تفريق الطائفة الإسلامية العربية لطوائف فرعية شيعية وسنية، هلموا لنفشل كل هذه المحاولات، لنبقى موحدين ومتحدين». ويوضح رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذوكسي القاضي المتقاعد رايق جرجورة من مدينة الناصرة ل « القدس العربي « أن حقائق تاريخية لا يستطيع الوزير الإسرائيلي ومن لف لفه إنكارها أو تجاهلها وهي أن المسيحيين العرب هم ابناء هذا الوطن قبل غيرهم وكانت لهم ممالك مثل الغساسنة والمناذرة، لافتا أن هذا يثبت وجودهم منذ القرن الاول الميلادي. وتابع « كان المسيحيون العرب يتبوؤون مراكز القيادة مع اخوانهم العرب المسلمين في قيادة النضال المشترك كجزء من الشعب العربي. القومية ليست قميصاً نغيره»، بل هي موضوع أساسي في بناء المجتمع». وهذا ما أكده سيادة المطران عطاالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذوكس مشددا على رفض القرار الإسرائيلي جملة و تفصيلا لأنه يهدف لسلخ المسيحيين في بلادهم عن انتمائهم العربي الفلسطيني . في بيانه قال حنا « نستغرب ان بعضا من رجال الدين يؤيدون هذه السياسة ويتصرفون بشكل غير مسؤول ويتحملون مسؤولية امام الله على تشويههم لقيم الايمان و الانتماء الروحي والوطني في هذه الديار». وأكد حنا أن العرب الفلسطينيين المسيحيين ليسوا بحاجة لشهادة من احد كي يؤكدون فلسطينيتهم، لافتا لكونها حملة هادفة لتشويه الهوية المسيحية العربية في هذه الديار انما تحتاج منا جميعا الى وقف جادة ومسؤولة. وفاضل حنا بين إسرائيل وبين داعش وأخواتها من المنظمات الارهابية التي تذبح المسيحيين وتقتلهم في بعض الاقطار العربية وهنا يلتقي المشروع الصهيوني العنصري بمشروع داعش الذي لا يقل سوءا وعنصرية. وتابع "لن تتمكن اسرائيل من تشويه انتمائنا العربي الفلسطيني ورسالتنا الروحية المسيحية الانسانية، كما ان دموية داعش لن تتمكن من طمس التاريخ المسيحي العربي في هذه المنطقة. تعددت المسميات والهدف واحد".