بدأت الحركات السياسية المصرية وعدد كبير من الشخصيات العامة والنقابات فى التنسيق للدعوة إلى إضراب عام يوم 6 إبريل المقبل إحتجاجا على السياسات الحكومية المتحيزة لطبقات الأثرياء ورجال الأعمال على المستوى الداخلى، والسياسات الإقليمية والدولية التابعة للحلف الصهيونى الأمريكى، والاعتداءات المنهجية على الحريات وجرائم التعذيب، وحالة الطوارئ المفروضة على البلاد منذ عقود، والتردى الذى ساد كافة مجالات الحياة ويوافق يوم السادس من أبريل المقبل، اليوم الذي شهد العام الماضي إضرابا جزئيا ناجحا، تحت شعار "خليك في البيت" والذي لاقى استجابة من عدد كبير من المصريين، خاصة في مدينة المحلة، حيث وقعت اضطرابات عمالية استمرت لعدة أيام. وقد دعت حركة شباب 6 إبريل الشعب المصري بكل فئاته وهيئاته وقادة الاحتجاجات العمالية والنقابية لجعل يوم 6 إبريل المقبل يوما للإضراب العام الذي يحمل شعار "حقنا وهناخده" باعتباره أحد الخطوات الرئيسية على طريق العصيان المدني السلمي والطريق الوحيد للتغيير في مصر". وطالبت الحركة التي تضم عددا من الشباب الناشطين على الإنترنت ب "وضع حد أدنى للأجور يصل إلى 1200 جنيه، وربط الأجور بالأسعار، وانتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد يضمن الحريات السياسية والنقابية ويحدد فترة الرئاسة بمدتين على الأكثر، إضافة إلى وقف تصدير الغاز المصري لإسرائيل". وقال بيان أصدرته الحركة "لقد كان يوم السادس من إبريل من العام الماضي يوما فارقا في التاريخ المصري الحديث حيث انتفضت الجماهير المصرية ضد غلاء الأسعار الناتج عن سياسات النظام الفاسد المستبد وتكلل اليوم بانتفاضة أهالي المحلة المباركة ضد عصا الأمن العمياء". وبدأت دعوة الإضراب من عمال شركة غزل المحلة للغزل والنسيج وتضامن مع الدعوة شباب 6 إبريل وعديد من القوى الوطنية وتم نشرها على نطاق واسع من خلال المواقع والمنتديات على شبكة الانترنت ومن ضمنها موقع الفيس بوك الذي اشترك فيه عدد هائل من الشباب تجاوز السبعين ألفا. ولفت البيان إلى الأوضاع المتردية للفئات الفقيرة في مصر والتفاوت الطبقي الذي اتسعت فجوته، مشيرا إلى أن هناك "حالة غليان واحتقان شعبي عام ضد الظروف الاقتصادية بالغة السوء التي يتعرض لها المواطن البسيط في ظل توزيع غير عادل للثروة التي تحتكرها قلة من رجال الأعمال والمنتفعين، مما أدى إلى جعل أغلبية المصريين تحت خط الفقر وأصبح المواطن يرى طائرات رجال الأعمال بينما يغرق في عبارة الموت أو يِحرق في قطار الصعيد ويرى قصور مارينا وشرم الشيخ بينما تنهار فوق رأسه عشش الدويقة". ودعا منظمو الإضراب، الذين يعتزمون المشاركة إلى اتخاذ عدد من الإجراءات لنجاح الإضراب بينها شراء كل مستلزمات البيت في اليوم السابق لموعد الإضراب لعدم الاضطرار للخروج والبقاء في البيت ووضع العلم المصري علي شرفة المنزل كنوع من إعلان التضامن مع الإضراب والدعوة للإضراب بكل الطرق مثل كتابة الشعارات علي الجدران أو استخدام رسائل الهاتف المحمول أو البريد الإلكتروني. واقترح منظمو الإضراب، العديد من الوسائل لإعلان التضامن بينها كتابة شعارات "لا لمبارك" و"إضراب عام يوم 6 إبريل" على أوراق البنكنوت وإرسال الرسائل الخاصة بالإضراب إلى شريط الأخبار في القنوات التليفزيونية المفضلة وغيرها. وكانت مدينة المحلة شهدت مصادمات دامية يومي السادس والسابع من إبريل في العام الماضي، على خلفية الدعوة للإضراب تعبيرا عن رفض الشعب للسياسات التي تتبعها الحكومة في كافة نواحي الحياة، وخلال الاحتجاجات، فتحت قوات الأمن النار على العمال المحتجين وأطلقت الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، وطلقات الرش التي تسببت في عمى العديد من الشباب المتظاهر. وقد تم القبض على العشرات في تلك الأحداث، وأحيل 49 منهم إلى المحكمة، وأصدرت محكمة جنح أمن الدولة العليا طوارئ بطنطا في 15 ديسمبر حكما بحبس 22 متهما، بعد أن أدانتهم بتعريض السلم العام للخطر، بينما برأت 27 متهمًا آخرين.