لعبت الحرب (الأخيرة) على غزة تغييرات هامة، ليس على الداخل الفلسطينى، وزيادة شعبية حماس فحسب، وإنما جاء تأثيرها أيضا على الكيان الصهيوني، خاصة جيشه والذي يحاول نتنياهو ، رئيس وزراء الكيان، بتحمل بيني غانتس، رئيس الأركان، المسئولية عن فشل عملية "الجرف الصامد، ويأخذ ذلك ذريعة ليصبح لرئيس الحكومة الدور الأساسي في اختيار رئيس الأركان. وذكر المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عموس هرئيل أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يدعم تعيين يوآف غالنت لمنصب رئيس هيئة الأركان العامة، فيما لا يخفي وزير الأمن موشي يعلون تأييده لغادي آيزنكوت. وقال هرئيل رغم أن قرار وزير الأمن هو الحاسم في اختيار رئيس هيئة الأركان، إلا أن نتنياهو كان قد صرح في الماضي بأنه ينبغي زيادة تأثير رئيس الحكومة في تعيين رئيس هيئة الأركان. وأضاف هرئيل أن «أحد الأسباب التي جعلت نتنياهو يهتم بتعيين رئيس هيئة الأركان العامة متعلق بالحرب على غزة». وتابع: "رغم أن نتنياهو دأب على الإشادة بأداء هيئة الأركان العامة والجيش في الحرب، لكن ثمة شك بأن ذلك يعبر عن أفكاره. فنتنياهو مدرك لعدم الرضا الذي عبر عنه معسكر اليمين في ائتلافه، لا سيما الوزيرين أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت، من أداء الجيش في الحرب". ويقول المعلق العسكرى: في الكابنيت والحكومة سمعت انتقادات على اعتبر «تراخيا، وقلة مبادرة وعدم استعداد للمخاطرة من جانب رئيس الأركان، وبرزت مخاوف من أن القدرات التي أبداها الجيش في غزة لن تكفي أمام عدو أكثر قوة من حماس كحزب الله». وأضاف هرئيل: بناء على ذلك هناك من ينظرون إلى التشابه بين غانتس وأيزنكوت، ويعتقدون بأن فترة آيزنكوت في رئاسة هيئة الأركان العامة لن تكون مختلفة عن فترة غانتس في الوقت الذي يحتاج الجيش إلى نفضة. وكان غالنت قد اضطر في المرة السابقة للانسحاب من المنافسة لمنصب رئيس هيئة الأركان العام بعد قضية وثيقة "هرباز" التي اتضح في وقت لاحق أن معارضي تعيين غالنت هم يتحملون مسؤولية القضية، واعتبر هرئيل أن ذلك يعزز الشعور بأن غالنت تعرض لظلم ويلعب لصالحه.