قال المحلل الإسرائيلى للشئون الاقتصادية "نحميا شترسلر"، أن جيش الاحتلال الإسرائيلى خرج من قطاع غزة، ليس فقط بخفى حنين كونه لم يحقق أى من أهدافه، لكن بفضيحة ألحقتها به المقاومة التى أوسعت "العملاق الأخرق" ضربًا وركلاً، وذلك رغم ميزانيته العملاقة، وأسلحته الفتاكة، وذخيرته التى لا تنفد وقال فى مقال بصحيفة "هآرتس" حمل عنوان "جيش كبير غير ذكى": "إن جيش الاحتلال قد أصابته التخمة والبدانة فبات كعملاقٍ غير قادر على التحرك، توجه له المقاومة ضرباتها بذكاء شديد من كل صوب، فيما لم يعد هو قادر إلا على التدمير بلا عقل أو حكمة. وأضاف أن عملية "الجرف الصامد" اعتمدت كلها على القوة، والمزيد من القوة. وبدلاً من أن ندير حرب ذكية بوحدات كوماندوز تعمل خلف خطوط العدو، وتمارس التمويه والخداع، وتنصب الأكمنة والشراك، مثلما اعتاد الجيش ذات مرة، عندما كان نحيلاً- الآن يعرف كيف يلقى قنبلة تزن طنًّا على الأبنية حتى يصيب القيادات التى تختبئ تحتها. لكن القادة فى الأنفاق لم يخدشوا حتى، وفى المقابل ينهار المبنى ويدفن تحته مواطنين مدنيين، وهذا ليس مكسبًا، بل خسارة. سواء من الناحية الأخلاقية، أم من ناحية وضعنا فى العالم، ولأن الأمر يدفع آلاف الشبان الغزاويين الذين قُتل أباؤهم وأشقاؤهم وأصدقاؤهم، للانضمام لدائرة الانتقام. وأشار إلى أن أكثر ما يثير السخرية هو أن نسمع المحللين طوال الوقت يثرثرون بأن حماس تلقت ضربات قاسية وتتوسل لوقف إطلاق النار، واضح أنهم يتكلمون بألسنة متحدثى الجيش، الذين يبحثون عن صورة انتصار، فمتى يتعلمون أن هناك حدود القوة، ويخرجون العقل من المخازن.