قال موظف الهلال الأحمر التركي "سرهات شايلان" - الذي عاد من غزة مؤخراً - : " إن رائحتي الموت والألم هما سيدتا الموقف في غزة ". ويقول شايلان في حديثه للأناضول، أنه اضطر العودة من غزة إلى تركيا، بعد أن أصابه المرض، مشيراً إلى أنه عاد لتلقي العلاج في المستشفيات التركية. وأفاد شايلان أن رائحة الموت تنتشر في شوارع غزة، والأطفال يبدؤون نهاركم كل يوم بالخوف، والأيتام موجودون في كل مكان، والمساعدات الإنسانية والأودية والأطباء المتطوعين ينتظرون على المعبر لحين السماح لهم بالدخول، في حين أن الجرحى ينتظرون السماح لهم بالخروج لتلقي العلاج في مستشفيات الخارج. ويروى شايلان مشاهداته للأهوال والمآسي التي شاهدها في غزة التي تتعرض للعدوان الإسرائيلي، مبيناً أنه يعمل في غزة منذ ستة شهور، في مجال توزيع المساعدات الإنسانية من مواد غذائية وأدوية. وأوضح أن العاملين في الهلال الأحمر يقدمون تضحيات كبيرة أثناء تأديتهم لواجبهم في غزة، مبيناً أن قطاع غزة يعاني من نقص حاد جداً في مياه الشرب، والغذاء، والأدوية، في ظل صعوبة التعامل مع الوضع الراهن، في حين شدد على ضرورة تضافر الجهود، والتعاون من أجل تلبية احتياجات المواطنين. وأوضح شايلان أنه موجود في تركيا الآن جسداً، ولكنه موجود في غزة روحاً، وأن ذهنه ما زال يرافق زملاءه العاملين هناك، والأطفال الذين يسقطون شهداء أثناء لهوهم، والجرحى الذين ينتظرون نقلهم للمستشفيات لتلقي العلاج. كما أوضح أن هناك مشاهد مأساوية كثيرة غير تلك التي تظهر على شاشات التلفاز، وأن ثمة في كل مكان أيتام فقدوا آبائهم وأمهاتهم، وهناك أطفال ما زالوا يحاولون اللعب تحت القصف والموت. كما أكد أن الأطفال اعتادوا سماع أصوات الطائرات وأصوات الانفجارات والقصف والموت والآلام، لافتاً إلى قساوة مشهد قصف الأطفال الذين كانوا يلعبون الكرة على شاطئ البحر بالمدفعية. وطالب شايلان كل من إسرائيل ومصر بفتح المعابر من أجل دخول المواد الإنسانية والمساعدات والمستلزمات الطبية، والسماح بنقل الجرحى من الأطفال والنساء الذين يموتون بسبب نقص العلاجات والمستلزمات الطبية. ولفت إلى أن الكهرباء منقطعة تماماً عن غزة، بعد قصف وتدمير محطة الكهرباء الوحيدة، وأنه يتم تشغيل بعض مولدات الكهرباء على قدر كميات المازوت التي تسمح بادخالها اسرائيل. وأبدى شايلان استعداده للعودة إلى غزة إذا تطلب الأمر ذلك، مبيناً أن الشعب الفلسطيني يحب الأتراك كثيراً.