تتميز الحمية الصحية بكونها تساعد الشخص على تبنى نظام حياتى صحى، فهى تشجع على ممارسة النشاطات الجسدية وتناول الأطعمة الصحية من دون إيقاف تناول المواد الغذائية اللازمة للجسم. أما الحميات الأخرى، والتى تقدم وعودًا بخسارة الكثير من الوزن خلال فترة بسيطة ومن دون تبنى نظام حياتى صحى، منها حمية الماء، فهى لا تعد صحية، فمضاعفاتها تبدأ بعد أيام قليلة من البدء بها. وعلى الرغم من أن من يخضعون لها يخسرون الكثير من الوزن فى البداية، إلا أن الوزن المفقود نتيجتها يعود للشخص بسرعة. وتعرف حمية الماء، كما يدل عليه اسمها، بأنها حمية تقوم على شرب الكثير من الماء. وبما أن الماء خال من السعرات الحرارية، فإن الجسم يخسر الكثير من الوزن فى بدايتها. وتأتى هذه الحمية بأشكال متعددة. ولكن الرابط بينها هو أن جميع أشكالها تميل إلى المبالغة فى شدتها. فهى مبنية على عدم تناول الشخص أى شئ سوى الماء لعدة أيام. ومن ثم، عند البدء بفقدان الوزن، إضافة الفواكه والخضروات للماء. كما وأن هناك حميات مائية تسمح بتناول التفاح فقط مع الماء. ويذكر أن استمرار هذه الحمية لمدة تزيد عن عدة أيام يعد أسلوبًا غير صحى لفقدان الوزن. فالشخص سيشعر بجوع شديد طوال مدة الحمية، ما يجعله يعود إلى نظامه الغذائى الأصلى فورًا؛ ليكتسب ما فقده من وزن. فعندما يكون الغذاء الرئيسى أو الوحيد للشخص هو الماء، فإن جسمه يفقد موادًا غذائية أساسية له. وتكون النتيجة فقدان الكثير من الوزن الذى يكون معظمه ماء وليس دهونًا. فهو يفقد عضلات تزيد عما يفقده الشخص الذى يخضع لحمية صحية أساسها تقليل عدد ما يحصل عليه من سعرات حرارية، الأمر الذى يدل على أنه على الشخص أكل القليل جدًّا من الطعام عند إيقاف حمية الماء؛ للحفاظ على ما خسره من وزن، وذلك بسبب هبوط معدلات الأيض لديه بشكل شديد. ومن الجدير بالذكر أنه إن لم يحصل الشخص على كميات كافية من الماء أثناء الحمية المذكورة، فهو يعرض نفسه إلى الإصابة بمضاعفات عديدة وخطرة، ما يدل على ضرورة تجنبها تمامًا. ومن هذه المضاعفات الجفاف، والذى قد يفضى بدوره إلى الإصابة بالدوار والصداع والإمساك، فضلًا عن حالات أخرى، منها السقوط فى غيبوبة. ويذكر أيضًا أن هذه الحمية تدمر الأيض (الاستقلاب) لدى الشخص، فهو يعود إلى ما كان عليه من وزن وزيادة إن استمر عليها لمدة طويلة. أما حمية الماء البارد، والتى تهدف إلى حرق الدهون، فهى حقيقة لا تعد حمية كون الشخص الخاضع لها يمكنه تناول ما يريد من طعام وشراب وليس عليه ممارسة أى نشاط جسدى زائد عن المعتاد، غير أنه يجب أن يكون الماء الذى يشربه باردًا أو مثلجًا. ذلك بأن الجسم يحرق السعرات الحرارية، وهو يدفئ الماء الذى يشربه، ليصل إلى درجة حرارة الجسم. وكلما كان الماء المشروب باردًا، يزداد عدد السعرات الحرارية التى يحرقها الجسم لإيصال الماء لدرجة حرارة الجسم، أى أن هذه الحمية ليست إلا دعوة إلى زيادة شرب الماء. فشرب الكثير من الماء، خصوصًا بين الوجبات وقبلها يساعد الشخص على الشعور بالشبع لمدة أطول ويجعله أقل اهتماما بتناول الطعام بإفراط. كما أنه على الكلى معالجة الماء المشروب، فإن ذلك يفضى إلى غسل الجسم من المواد السامة المتراكمة به. أما الخلاصة، فهى أنه على الجميع شرب كميات كافية من الماء يوميًّا، ولكنها ليست بديلة عن الطعام، فحمية الماء ليست أسلوبًا مناسبًا أو صحيًّا لخسارة الوزن، غير أنه بإمكان الشخص خسارة بعض السعرات الحرارية عبر شرب الماء البارد أو المثلج بالإضافة إلى تناول الطعام. أما من يريد خسارة الوزن والحفاظ على نقصه عبر حمية الماء، فعليه أن يعلم أن هذه ليست الطريقة الصحيحة لذلك. بل عليه اللجوء إلى الحميات المعروفة، والتى تتسم بالتقليل مما يتناوله الشخص من سكريات ودهون مشبعة واللجوء إلى تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، فضلًا عن زيادة النشاط الجسدى. فهذه الحميات تتميز بتقليل الوزن والمحافظة على عدم عودته مقارنًة بحمية الماء.