كشف الإعلام التابع لحركة حماس لأول مرة صورة الناطق الرسمي لكتائب القسام أبو عبيدة، واسمه الكامل، في خطوة لم يتمكن الإسرائيليون من فهم مغزاها. قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة “حماس” ، عرضت لأول مرة صورة “أبي عبيدة” المتحدث الإعلامي باسم “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، والذي اعتاد أن يظهر دائمًا ووجهه مغطى بكوفية فلسطينية. وظهرت صورة “أبي عبيدة” على قناة “الأقصى” وبجوارها اسمه الكامل “حذيفة سمير عبدالله الكحلوت، أبو عبيدة”، في حين تحدثت بعض التقارير عن “اختراق” اسرائيلي لبث قناة الأقصى وادراج صورة واسم ابو عبيدة دون علم ادارة القناة، وهو ما لم تؤكده فضائية الاقصى. ونال “أبو عبيدة” شهرة واسعة في الداخل الفلسطيني وفي إسرائيل وفي العالم العربي برمته، نتيجة ظهوره المتكرر كمتحدث بإسم كتاب القسام، وخطاباته النارية التي عادة ما يهدد فيها إسرائيل.ويكثر سمير عبد الله الكحلوت، كما عرّفته قناة الاقصى، من عقد المؤتمرات الصحافية، والحديث عن تقدّم القتال في غزة، ويقيم مقابلات مع الإعلام العالمي، ويوزع التطمينات والتهديدات ضدّ إسرائيل، كل ذلك وهو مغطى بكوفية تخفي وجهه تمامًا، ويُظهر فقط شقّا دقيقًا من وجهه وعينيه، والتي يقع فوقها مباشرة شريط حركة “حماس”. وسائل الاعلام الإسرائيلية عادة ما تستعمل عبارة “المختبىء وراء الكوفية” عند حديثها عن الناطق الرسمي بإسم كتائب القسام، الذي رفض طويلا الكشف عن وجهه أمام وسائل الإعلام. وظهر “أبو عبيدة” للمرة الأولى بعد اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، معلناً عن عملية الخطف، ومنذ ذلك الوقت ضل اسمه راسخا ومتداولا في وسائل الاعلام العالمية، لكن لا أحد يعرف شخصيته أو ملامح وجهه التي يحرص على اخفائها. وتتهم عدد من التقارير الصحافية الإسرائيلية “أبا عبيدة” ب”نشر المغالطات” وقيادة “الحرب النفسية” داخل حركة حماس. صحيفة يديعوت أحرونوت تساءلت في تقرير لها نشر الجمعة عن “السبب الحقيقي الذي دفع بكتائب القسام إلى الكشف عن وجه “أبي عبيدة”، وقالت إنّ هذا الظهور، يطرح الكثير من التساؤلات الهامة، خاصة أن مناصب قيادات كتائب القسام دائماً ما تكون سرية. حسب تقارير صحافية، يبدو أنّ الكشف عن صورة “أبو عبيدة” يعد بمثابة “خطوة تكتيكية” ربما لا يعرف تفاصيلها الكثيرون، لكن من الواضح أنها تأتي في إطار الحرب الإعلامية بين تل أبيب والقسام. أبو عبيدة هو أحد الأسماء البارزة في قائمة اغتيالات الجيش الإسرائيلي، رغم استبعاد أي دور له في عملية اتخاذ القرار داخل حماس، فالأسماء التي تشكّل قائمة الاغتيالات الاسرائيلية، هي من صانعي القرار الأكبر، مثل رائد العطار، مروان عيسى، ممتاز دغمش، أيمن صيام، وعلى رأسهم بطبيعة الحال محمد ضيف. وأبو عبيدة هو مجرّد “مبعوث” أو حلقة وصل، ينقل رسائل جميع هؤلاء، حسب ذات التقارير. يُظهر البحث عن اسم أبي عبيدة في جوجل أكثر من 2.5 مليون نتيجة، وأيضًا ما يقارب 50 ألف مقطع فيديو في يوتيوب.