تهديد قراصنة الكمبيوتر الأجانب، وخاصةً الصينيين، للحكومة والشركات الأمريكية، كان موضوعًا من مواضيع الأخبار في الأشهر الأخيرة. ولكن، وفي مقابلة معه الأسبوع الماضي، أعرب مسؤول مكافحة التجسس الوطنية المعين مؤخرًا وليام إيفانينا، عن هذا التهديد بعبارات شبه قطعية، وقال: “الكمبيوتر العادي، والخارج حديثًا من التعبئة والتغليف، يمكن أن يصبح مصابًا في غضون دقائق من وصله بالكهرباء. قد يستغرق تحميل البرامج التي تحمي الكمبيوتر من نظام الهاكر وقتًا أطول من دخول الهاكر إلى الكمبيوتر”. ويقوم المتسللون المرتبطون بالحكومتين الصينية والروسية، ومجرمي الإنترنت، بالتسلل إلى كمبيوترات الحكومة الأمريكية وشبكات الأعمال ملايين المرات يوميًّا. ويؤكد مدير مكافحة التجسس الوطني الجديد بأن الأمور تزداد سوءً مع مرور كل يوم. وقال: “مع الزيادة الهائلة في القدرات الحاسوبية والأجهزة الإلكترونية، هم يصبحون أسرع وأكثر ذكاءً حول كيفية سرقة المعلومات التي لدينا، ونحن بحاجة إلى أن نكون أسرع وأكثر ذكاء منهم في كيفية الدفاع عن هذه المعلومات”. وعن القراصنة الصينيين، قال إيفانينا: “هم أكثر نشاطًا من أي وقت مضى، ويسعون للحصول على كل ما يمكنهم الحصول عليه”. وبالفعل، تبين الأدلة الأخيرة بأن الصينيين قد قاموا باستهداف كل شيء تقريبًا، من مخططات المقاتلات النفاثة إلى صيغ صنع النوافذ. وعن سبب هذا الجشع الصيني في محاولة سرقة معلومات الغير، قال المسؤول الأمني: “إنّهم يريدون أن يكونوا قوة العالم الاقتصادية. ولذلك أيّ شيء له علاقة بالاقتصاد، سوف يكون معرضًا للسرقة من جانبهم، من المعلومات المصنعية، إلى المنتجات الحيوية، إلى تصنيع المنتجات، والهندسة الحرارية. في الآونة الأخيرة، كان هناك حالة من زجاج بيتسبرغ كورنينج، حيث حاولوا سرقة معلومات عن تقنية العزل الحراري في النوافذ. هذا، وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت في عددها ليوم 10 يوليو، ونقلًا عن مصادر حكومية أمريكية، بأن قراصنة صينيين اخترقوا شبكات كمبيوتر حكومية أمريكية تحتوى على بيانات حول موظفين فيدراليين في مارس الماضى، ودون أن يتضح إلى أي مدى وصل القراصنة في توغلهم ضمن قاعدة البيانات، قبل أن ترصدهم السلطات الفيدرالية الأمريكية وتمنع دخولهم للشبكة. الهجوم الإلكترونى الأخير استهدف ملفات تتعلق بالموظفين الذين قدموا طلبات للحصول على تصاريح أمنية عالية المستوى، ويصل عددهم إلى عشرات الآلاف. وأكد مسؤول في وزارة الأمن الداخلي للصحيفة، وقوع الهجوم، قائلًا: “في الوقت الحالي، لم تحدد الوزارة أي خسائر في المعلومات التى يمكن استغلالها لتحديد هُوية أشخاص”. وتحتوى نظم “مكتب إدارة شؤون العاملين” التى تعرضت للقرصنة على معلومات من بينها الاتصالات الخارجية للمتقدمين بطلبات للحصول على تصاريح أمنية ووظائفهم السابقة ومعلومات شخصية أخرى.