لم يجد الفلسطينيون طريقة للتعبير عن المأساة المستمرة في غزة، منذ أيام، سوى ارتداء ملابس عليها شعار "الهولوكست"، وذلك بعد سقوط أكثر من مئة شهيد في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسط صمت عربي وعالمي مطبق. وأراد المشاركون في المسيرات الأسبوعية المناوئة لجدار الفصل العنصري، في بيت لحم ورام الله، إيصال رسالة للعالم، تؤشّر إلى أن الفلسطينيين يكتوون بنيران الاحتلال، عبر عملية إبادة جماعية تحت سمع وبصر العالم. وذكرت مصادر من قرية بلعين، ل"العربي الجديد"، أن "المشاركين في المسيرة الأسبوعية المناوئة للجدار والاستيطان، رفعوا الأعلام الفلسطينية، وارتدوا زيّاً شبيهاً بزي ضحايا المحرقة، كما أطلقوا شعارات منددة باعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وما يمارسه من عمليات قتل وابادة جماعية بحقهم". وأُصيب العشرات من الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بحالات اختناق، جراء استهداف جيش الاحتلال للمسيرة، بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع. وفي بيت لحم، قمعت قوات الاحتلال الاسرائيلي مسيرة المعصرة الأسبوعية جنوبي المدينة، والتي ارتدى المشاركون فيها ملابس ترمز إلى "المحرقة". أصيب خمسة شبان من بلدة كفر قدوم شرقي قلقيلية بالرصاص، عقب إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي على مسيرة سلمية وأوضح منسق "اللجنة الشعبية لمناهضة الجدار والاستيطان"، في بيت لحم، حسن بريجي، أن "تلك الشعارات جاءت كرسالة للعالم بأن محرقة تحدث في غزة، وأن أطفالها ونساءها وشيوخها مستهدفون بهولوكوست يجري في القرن الحادي والعشرين". وفي سياق موجات الغضب المتواصلة ضد الاحتلال، أصيب خمسة شبان من بلدة كفر قدوم شرقي قلقيلية بالرصاص، عقب إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي على مسيرة سلمية خرجت من وسط البلدة باتجاه الشارع الرئيس فيها. وقال رئيس مجلس كفر قدوم، سمير شتوي، ل"العربي الجديد" إن "قوات الاحتلال استخدمت القنص والرصاص الحي باتجاه الشبان من خلال بنادق كاتمة للصوت". ولفت إلى أن "عناصر جيش الاحتلال تعمدوا إطلاق الرصاص على نقاط مميتة في أجساد الشبان، بقصد القتل أو إحداث إعاقة مستديمة". وأكدت مصادر محلية، ل"العربي الجديد"، أن "قناصة جيش الاحتلال أصابوا بالرصاص الحي الشبان: أنس برهم، وأوس عامر، ومحمد صالح، بالإضافة إلى شابين آخرين، نقلوا إلى مستشفى رفيديا لتلقي العلاج". وفي السياق، قمعت قوات الاحتلال مسيرة في بلدة النبي صالح، خرجت للتضامن مع أهالي قطاع غزة. وفي بلدة سلواد، شرقي رام الله، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال على مدخل البلدة، وحطم الشبان زجاج حافلة إسرائيلية بالحجارة، أثناء مرورها بشارع قريب من البلدة. واندلعت مواجهات عنيفة، بين شبان من قرية عاطوف الزراعية، شمالي الضفة الغربية، وجنود الاحتلال. وتوجه الشبان، بعد صلاة الجمعة، إلى نقطة تماس مع قوات الاحتلال، بالقرب من قريتهم ليشتبكوا هناك مع عناصر الاحتلال. وأكد عضو مجلس القرية، خالد ياسين، ل "العربي الجديد"، أن "الاشتباكات التي استمرت لساعات، أدت إلى إصابة ثلاثة شبان بالاختناق، وآخر بالرصاص المطاطي". إلى ذلك، انقلب جيب عسكري إسرائيلي، ظهر يوم الجمعة، عند مفترق مستوطنة شافي شومرون، المقامة على أراضي نابلس غرب المدينة. وأكد سائق مركبة أجرة، ل"العربي الجديد"، أن "قوات الاحتلال أغلقت الشارع عند مستوطنة شافي شومرون، بسبب انقلاب الجيب العسكري". وانتشرت أنباء عن مصرع جندي إسرائيلي في الحادث، إذ التقط شبان، كانوا في المكان، صوراً للحادث، ظهر فيها انقلاب الجيب، فيما أظهرت الصور جندياً ملقى على حافة الطريق، وآخر يجلس قرب الجيب المقلوب، ويسيل الدم من رأسه.