تكاد تجمع الصحف الأميركية على الرواية الإسرائيلية فى تبرير عدوانها على غزة و"فورين بوليسى" تحذر وزير الخارجية الأميركى من بذل جهود أميركية لإحلال السلام بين غزة وإسرائيل كون الوضع الراهن لا يسمح بذلك على حد تعبيرها. أجمع الخطاب السياسى الأميركى على الرواية "الإسرائيلية" بأن آلاتها العسكرية ترد على منصات إطلاق الصواريخ فى غزة، مع تباين طفيف فى طبيعة تناول المسألة. البعض أشار بخجل إلى أن "حماس هى من تدير المعركة الآن"، كما أوردت يومية "فورين بوليسى" مستشهدة بمقال عاموس هاريئيل فى "هآرتس"، مضيفة أن الثابت هو قلق "لجوء نحو 3 ملايين إسرائيلى هرولوا للاختباء فى الملاجئ .. وفى ظل غياب خطة خروج واضحة المعالم للطرفين، وضبابية التزام مصر ببذل جهود مطلوبة لتوصل الطرفين إلى اتفاق، فمن المستحيل التنبؤ بالمدى الزمنى الذى ستستغرقه الاشتباكات الحالية". صحيفة "نيويورك تايمز" أعربت عن شكوكها بعزم "إسرائيل" المضي فى اجتياح بري كما تروج قائلة "بينما صادقت الحكومة (الإسرائيلية) على استدعاء 40،000 من جنود الاحتياط، فإن وزير الدفاع موشى يعالون صرح بأن هدف عملية "الجرف الصلب" هو تقليص إطلاق الصواريخ والهجمات من غزة الى الصفر". ومضت الصحيفة تقول:"إن مسؤولى الحكومة الإسرائيلية والقادة العسكريين السابقين أعربوا عن اعتقادهم بأن إسرائيل تفضل عدم الذهاب إلى اجتياح بري فى غزة .. وحصرها فى مجال القصف الجوى حيث "تتمتع بتفوق مطلق" صحيفة "لوس أنجليس تايمز" أشارت إلى اتساع رقعة استهداف الصواريخ "وهرولة الإسرائيليين بالنزول إلى الملاجئ طالت منطقة تل أبيب الكبرى .. وإغلاق شبكات الطرق الرئيسة وإثارة حالة من القلق لحركة الملاحة الجوية". وأضافت أن صليات الصواريخ "تبدو أكثر تطورا ومدياتها أبعد مما تعودت إسرائيل على مواجهته سابقا .. خاصة وأنها وصلت مدينة الخضيرة التى اعتادت تلقي الصواريخ من حزب الله فى الماضى من الجهة المعاكسة". من جهتها حذرت "فورين بوليسى" وزير الخارجية الأميركى جون كيرى من "بذل جهود أميركية لإحلال السلام بين غزة وإسرائيل .. إذ إن الوضع الراهن لا يسمح بذلك، أما الآن فإن حركة حماس تحكم سيطرتها على غزة وتمتلك أسلحة خطيرة .. خلافا لما كان عليه الوضع إبان (الرئيس) ياسر عرفات الذى كان يتحكم باتخاذ القرار". المقال جاء مذيلا بتوقيع المبعوث الأميركى الأسبق لمحادثات السلام آرون ديفيد ميللر. وفند ميللر دعوة "السيناتور جون ماكين لحث وزير الخارجية جون كيرى التدخل لوضع حد لأعمال العنف الحالية فى إسرائيل .. ورعايته بدء حوار بين الجانبين" قائلا:"إن تلك الدعوة غير صائبة، على الأقل فى الوقت الراهن .. فالأزمة هى بين إسرائيل وحركة حماس، وأى محاولة للتوسط بينهما على الأرجح ستؤدى إلى تقويض (الرئيس محمود عباس)،وتعزيز الوحدة الزائفة بين فتح وحماس وإقصاء إسرائيل،وأن آخر ما تحتاج واشنطن القيام به هو إنقاذ حماس، ناهيك عن التعامل معها بصورة مباشرة أو عبر وسطاء". كما حث ميللر وزير الخارجية كيرى "بعدم الذهاب لإسرائيل الآن إلا إذا طلب منه ذلك كل من محمود عباس وبنيامين نتنياهو .. ويتعين على واشنطن الآن حث الطرفين على الالتزام بضبط النفس، والحفاظ على تواصلها مع قادة كلا الجانبين،وتشجيع المصريين على التوسط فى اتفاق لوقف إطلاق النار مع غزة". صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" حذرت "إسرائيل" من أن الصراع الجارى "يمنح حماس فرصة لاستعادة مصادر الدعم وتعزيز مكانتها،كحركة مقاومة .. بعد فقدانها لقدر كبير من شعبيتها عند استلامها السلطة فى غزة عام 2006، فضلا عن فقدانها حلفائها ورعاتها الإقليميين فى إيران وسورية، . ونقلت الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية بجامعة غزة، عدنان أبو عامر، قوله:"بعد كل مواجهة دامية، يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار،وتستفيد حماس من هذه الصفقات كثيرًا، لأنها تسمح بفتح المعابر، ودخول البضائع لغزة، وتحسين فرص وصول الصيادين للبحر والمزارع. الخلاصة: إن الحرب على غزة تأتى دائمًا بمكاسب لحماس عندما تنتهى. المصدر: صحف أميركية + وكالات