دخل العدوان الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة، يومه الثاني، وارتفع معه عدد ضحايا الاعتداءات إلى 40 شهيداً وأكثر من 357 جريح، بينهم عشرات النساء والأطفال. وواصل الطيران الحربي الإسرائيلي استهداف منازل المواطنين من دون تحذيرات، ما أدى الى ارتفاع أعداد الشهداء في الساعتين الأخيرتين، بشكل هائل، في وقت هدد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ب"تكثيف" الهجمات ضد حركة "حماس" في قطاع غزة. وفي أحدث مجازر الاحتلال، استشهد طفلان ووالدتهما في قصف استهدف منزل العائلة في مخيم البريج وسط قطاع غزة، فيما البحث مستمر عن مفقودين . وشنّت الطائرات الاسرائيلية أكثر من 160 غارة، تركزت معظمها على مدينتي رفح، وخان يونس، جنوبي القطاع، واستهدفت بيوت مسؤولين في الفصائل ومدنيين بالقصف المباشر. وردت المقاومة على العدوان المتواصل، بإطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة. وأعلن مسؤول إسرائيلي للإذاعة العبرية، أن "الجيش شن منذ بدء عمليته العسكرية، 440 غارة على القطاع". وبينما قرّر جيش الاحتلال متابعة عدوانه، وأعلنت "القناة الثانية" الاسرائيلية، أن "الطيران الإسرائيلي يعمل على قصف البنى التحتية المدنية في قطاع غزة". ورصد مسؤولون طبيون ارتفاع أعداد الشهداء من النساء والأطفال في العدوان، نتيجة استهداف المنازل. وأفاد مصدر طبي، ل"العربي الجديد"، أن "نصف الشهداء، حتى الآن، من الأطفال والنساء". وأدّى العدوان الذي تصاعد بشكل سريع في الساعات الماضية، إلى تدمير 50 منزلاً في أنحاء متفرقة من القطاع، أربعة منها على الأقل تم قصفها على من فيها، ما أدّى الى استشهاد أسر بأكملها، كعائلتي حمد، وكوارع. وأعلنت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، أن "مقاتليها أطلقوا عشرات الصواريخ، على دفعات متفرقة، على مستوطنات نتيف هعتسرا، وكريات غات، وموقع رعيم العسكري، وحشودات الاحتلال البرية، التي كانت تتمركز شرقي المحافظة الوسطى". ووصلت صواريخ المقاومة الى مدينة حيفا المحتلّة، وقصفتها "كتائب القسام" بصاروخ من طراز "أر 160"، كما وصلت الصواريخ الى مستوطنة "زخرون يعقوب"، التي تبعد 20 كيلومتراً عن حيفا. وأفاد متحدث عسكري اسرائيلي، وكالة "فرانس برس"، أن "منظومة القبة الحديدية اعترضت صاروخين أطلقا على تل أبيب، صباح اليوم الأربعاء، من غزة". أما "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد"، فتبنت من جانبها إطلاق دفعات من الصواريخ على المستوطنات والمدن المحتلة. وتعهّدت ب"تصعيد عملياتها الهجومية ضد الاحتلال، طالما استمر في عدوانه". في غضون ذلك، طالبت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية المجتمع الدولي، وتحديداً الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ب"التحرّك الفوري والجدّي من أجل وقف العدوان الإسرائيلي، على أبناء الشعب الفلسطيني، وتوفير الحماية الدولية العاجلة". ودعت الرئيس، محمود عباس، ب"الإسراع بالإعلان عن انضمام فلسطين لاتفاقية روما، الخاصة بتشكيل محكمة الجنايات الدولية، بما يضمن ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وتقديمهم للعدالة".