إخواني الكرام..أسألكم بالله عليكم ! كيف السبيل لجمع كلمة المسلمين على إمام واحد وقد تحزب الإسلاميون وتفرقوا وكل حزب بما لديهم فرحون !! كيف نصل إلى دولة إسلامية وتطبيق كامل للشريعة في هذا الزمان ونحن كغثاء السيل ومعظم المسلمين مهموم بلقمة العيش فقط أو مصلحته وغير مكترث بتطبيق الشريعة بل قد يحاربها بجهل أو بقصد كما انشغل الشيوخ في التأصيل للحاكم المتغلب وآخر مشغول بدنياه وآخر يصمت عن الباطل ويجرح في أهل الحق !! والله وبصدق بالفعل أنا تفاجئت مثل الجميع بطريقة إعلان دولة الخلافة الإسلامية وغير مقتنع ببعض ما جاء في بيان العدناني وطريقة إعلانه الخطير بضم وجمع الكتائب والجماعات الإسلامية تحت إمرة الدولة وطلب البيعة من كل المسلمين (في سلطانه كما فهمت وأيضًا على افتراض أنها على كل المسلمين فهذا ليس موضوعي الآن) وأراها صعبة وعواقبها وخيمة جدًا وتحقيقها أمر شبه مستحيل !! لكن في المقابل هل لو كل واحد منا ومنهم (الكتائب) أصر على بقاء الوضع كما عليه الآن من تفرق وتشرذم وأحزاب إسلامية وكتائب إسلامية وحركات إسلامية وهيئات إسلامية سوف يتمكن في يوم ما من جمع هؤلاء جميعًا على مشروع واحد ؟ أو يمكنه أن يحقق شيئًا ملموسًا على أرض الواقع؟ وكم من الوقت نحتاج لأن نجمعهم على كلمة واحدة ؟ وهل سيقبلون أم سيحاول كل واحد أن يكون القائد وإلا فلا !! الإخوة الذين يدفعون إلى السيناريو الليبي (قتال الطاغوت حتى إسقاطه دون إعلان كيان أو دولة تحكم) ! هل تعلم أنه بانتهاء الحرب في الشام وإسقاط الطاغوت سوف يفتك بجبهة النصرة من قبل المتحالفين معها الآن وفقًا لما يقوله التاريخ وما رأيناه من قصص السابقين ؟ وما النموذج الليبي ببعيد !! هل تعلم أنه فور تنحي المالكي عن الحكم وتعيين وزارة جديدة يتم تمثيل أهل السنة فيها ولو صوريًا سوف يتم قتال الفصائل الإسلامية من قبل المتحالفين معها الآن من بعثيين وعشائر سنية وكلام القيادي بعشائر دليم ليس ببعيد ! طيب بلاش نعلن دولة ونقاتل وخلاص حتى يسقط الطاغوت !! وبعدين عاوزين النموذج الليبي ويأتي علماني مثل السيسي أو حفتر فيجهز علينا جميعًا سواء إسلاميين ديمقراطيين أو مجاهدين ؟ لا احنا عاوزين النموذج التركي !! طيب النموذج التركي ده سيادتك لن يأتي لا بشريعة ولا خلافة وممكن حسب القانون التركي الذي يحرسه الجيش العلماني في لحظة وخطفة بصر يتم التآمر عليك وتسقط في الانتخابات والناس تقولك مع السلامة طبقًا للديمقراطية ويحكم العلمانيون ويعيدوا العلمانية المتطرفة مرة أخرى وما كسبته إسلاميا خلال سنوات يضيع في غمضة عين وكله بالديمقراطية وهذا افتراض وارد. والله العظيم أنا محتار جدًا والوضع صعب وخطير يصل إلى حد الفتنة !! فأنا لم ولن أتمكن يومًا من الطعن في أي فصيل من إخواننا المجاهدين سواء جبهة النصرة أو الدولة الإسلامية وكلاهما عندي على الحق وأعتبر ما وقع بينهما في الشام فتنة زرعتها المخابرات الأمريكية والخليجية !! وبفضل الله كنت أول المناصرين لجبهة النصرة لأهل الشام ولم أتأخر عن دعمهم بكل الوسائل المتاحة بفضل الله ولم يتغير رأيي فيهم إلى الآن وأرجو الله أن يتحالفوا مع الدولة !! أُشهد أني ضعيف وفقير إلى الله ولا حول لي ولا قوة ولكنني بسبب القهر والضعف وتسلط المجرمين علينا وعلى بناتنا وأخواتنا أشعر بنشوى النصر في العراق والشام وأرجو الله أن يمكن لهؤلاء وأن يصلح ما عندهم من أخطاء وأن يخيب ظنون الجميع فيهم وأن يقومهم فنجاحهم ليس له معنى سوى قيام دولة الخلافة فعليًا ولا أزعم أن ما حدث بالأمس إعلان للخلافة بمعناه الحقيقي ولكنه إعلان رمزي وإلغاء لحصر الدولة في العراق والشام حتى تبدأ في التوغل إلى بلاد الشام (فلسطين-لبنان-الأردن) وشبه الجزيرة العربية ومصر والمغرب العربي وحينها ستفك كل القيود وسيشعر المسلمون بعزة الإسلام! فلماذا لا نتسرع في الحكم عليهم وننتظر لعل الله يكتب لهم النجاح بصدق عزيمتنا ونصرتنا لهم ودعائنا الله أن يوفقهم إن كانوا صادقين ! بالله عليك يا أخي !! ألم نردد كثيرًا في السنوات الماضية أن الخلافة قادمة ؟ بالله عليك هل ستأتي الخلافة وحدها بدون قتال وبأس وتفكيك لموانع قيامها؟ لا أدري ماذا أقول لمن اتهموني بالجهل بسبب رفضي مبايعة الشيخ البغدادي لأسباب ذكرت أحدها سابقًا أن الإعلان رمزي ويرجى فيه الأمل وليس ذلك على الله ببعيد ! أرجو من كل الإخوة الذين يختلفون معي في الرأي أن يترفقوا بنا وبأنفسهم فنحن والله لم نعاصر مثل هذه الأحداث قبل ذلك كي نؤسس لأحد الأطراف أنه على الحق المبين ولم يحدث في التاريخ أن مر على المسلمين مثل هذا الوقع أو ما يقابله حتى نحكم أو نقبل برأي ثابت فيه. كما لا أقبل أيضًا أن نتهم بالجهل من قبل بعض المتكبرين لمجرد إصرارهم على رأي ما لا نصوص قطعية فيه ولا اتفاق من الأمة عليه حاليًا !! هذا والله أعلم