كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية النقاب عن أن القادة السياسيين في العراق يقومون حاليًا بمشاورات للاستقرار على من يحل محل رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي، معتمدين على دعم الإدارة الأمريكية للإطاحة به في أعقاب انتشار العنف المسلح في شتى أنحاء البلاد جراء الاقتتال بين جماعة داعش المسلحة والجيش النظامي العراقي. ورأت أن الإدارة الأمريكية تدرس حاليا الضغط على المالكي للتنحي في محاولة أخيرة لمنع السنة الساخطين من إشعال حرب أهلية، واسعة النطاق، لافتة إلى أن واشنطن لن تقبل مطالب الحكومة العراقية بشن غارات جوية على معاقل تنظيم داعش المسلح إلا بعد تنحي المالكي، حيث يستعد البنتاجون لإرسال نحو 100 مستشار عسكري للعراق للعمل إلى جانب الجيش العراقي، وهو في انتظار توقيع الرئيس باراك أوباما على الخطة، وفقا لعدة مسؤولين أمريكيين. وتفيد مصادر بالإدارة الأمريكية للصحيفة أن أوباما ما زال يدرس طبيعة استجابته للأزمة المطردة في العراق ويواصل مشاوراته مع قادة الكونجرس ومجلس الأمن القومي الأمريكي. ونقلت الصحيفة الأمريكية في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني عن مسؤولين عراقيين قولهم "إن الزعماء السياسيين وقادة الفصائل العراقية يحاولون استبدال المالكي بشخص أكثر قبولا لدي السنة، والأكراد فضلا عن الأغلبية الشيعية، بسبب ما يعتبرونه بأنه دعم أمريكي. وأشارت إلى أن المسؤولين أكدوا أن المناقشات كانت كلها في إطار الدستور العراقي، والانتخابات الأخيرة في البلاد، والذي يدعو إلى تشكيل حكومة جديدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وأماطت الصحيفة اللثام عن لقاء بريت ماكجورك مسؤول الاتصال التابع لوزارة الخارجية الأميركية في العراق والسفير ستيفن بيكروفت مع المالكي لبحث الأزمة في العراق. وأشارت إلى أن المسؤولين الأمريكيين التقوا أيضا أسامة النجيفي يشغل رئاسة مجلس النواب العراقي وزعيم أكبر فصيل تابع للسنة، ومع أحمد الجلبي، واحدة من المرشحين الشيعة المحتملين لمنصب رئيس الوزراء، وفقًا لأشخاص مقربين من كل من هذه الفصائل، فضلًا عن شخصيات سياسية أخرى. وكان العراق طلب رسميًا من الولاياتالمتحدة دعمًا جويًا، وتوجيه ضربات جوية ضد المسلحين الذين سيطروا على مناطق في شمال البلاد ووسطه. وفي غضون ذلك، ناقش نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تقديم الولاياتالمتحدة "إجراءات إضافية" ممكنة لمساعدة القوات العراقية. وناقش المسؤولان طرق "دحر تقدم الإرهابيين"، حسبما جاء في بيان للبيت الأبيض في هذا الصدد. ولكن الصحيفة أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يقرر بعد المطالب السياسية التي ستقدم للمالكي، على الرغم من أن هناك اتجاهًا قويًا لعدم شن غارات جوية ضد معاقل تنظيم داعش التي تسيطر على عدد من المدن العراقية. واختتمت الصحيفة بالقول: إنه حتى الآن لم تبدِ واشنطن أي تصريح واضح على السطح، ما أن اتخذت خيار التدخل العسكري أو الحل السياسي، واستبدال نوري المالكي بآخر أكثر تقاربًا مع مصالح واشنطن وهو الأمر الذي سيلجأ إليه الرئيس باراك لكنه ينتظر الفرصة السانحة لتقديم تلك الورقة البديلة، دام أنه لم يأمر بأي تدخل عسكري عبر أي طريقة أو لغة قتالية حتى الان منذ أكثر من أسبوع على المواجهات في العراق